|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا تساوي قطع الفضة الثلاثين التي سلّم يهوذا يسوع بها مقارنة مع يومنا هذا؟
هل شنق يهوذا نفسه لانّ يسوع بريء أم لانّ المال الذي تقاضاه لم يساوي شيئاً فعلياً؟ لماذا خان يهوذا يسوع؟ من أجل المال؟ قد يكون من الصعب العودة بالزمن واكتشاف نوايا يهوذا الإسخريوطي الفعليّة لكن يمكننا معرفة أقله الثمن الذي تقضاه لقاء خيانته ومحاولة معرفة ما إذا المبلغ مغرياً بما فيه الكفاية ليُسلم المرء صديقه للموت. فلنلقي أولاً نظرة على ما جاء في انجيل متى. “فذهب أحد الاثني عشر، ذاك الذي يقال له يهوذا الإسخريوطي، إلى عظماء الكهنة. وقال لهم: ((ماذا تعطوني وأنا أسلمه إليكم؟ ))فجعلوا له ثلاثين من الفضة.” (متى ٢٦: ١٤ – ١٥) لم تكن المرّة الأولى التي يذكر فيها الإنجيل مصطلح ثلاثين من الفضة. ففي سفر زكريا، كان النبي، يتقاضى الأجر اليومي نفسه كراعٍ. “وقلت لهم: (( إن حسن في عيونكم، فهاتوا أجرتي، وإلا فآمتنعوا ))، فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة،فقال لي الرب: (( ألقها إلى السباك ثمنا كريما ثمنوني به )). فأخذت الثلاثين من الفضة، وألقيتها في بيت الرب إلى السباك. “ (زكريا ١١: ١٢ – ١٤) بالإضافة الى ذلك، يذكر سفر الخروج ثلاثين من الفضة على اعتبارها ثمن احد العبيد الذين قُتلوا. “وإن نطح الثور عبدا أو أمة، فليؤد إلى سيده ثلاثون مثقالا من الفضة، والثور يرجم.” (سفر الخروج٢١: ٣٢) كيف نُترجم ذلك في عالم اليوم؟ قد تكون التفسيرات كثيرة وتشير احدى النظريات الى ان قطع الفضة التي حصل يهوذا عليها توازي دينارا واحدا. وكان الجندي الروماني يتقاضى ٢٢٥ دينارا سنوياً. بالمقارنة، يتقاضى جندي أمريكي في أيامنا هذه مثالاً ٢٥ ألف دولار سنوياً ما يعني ان يهوذا تقاضى ما يوازي ٣ آلف دولار بصورة إجماليّة. ومن جهة أخرى، يُشير عددا من علماء الكتاب المقدس الى سفر الخروج الذي يُشير الى ان ثلاثين قطعة من الفضة يوازي ثمن عبد. وبحسب مشروع الحرية التي أطلقته قناة سي.أن. أن المتعلق بعبوديّة أيامنا المعاصرة فإن سعر العبد اليوم هو ٩٠ دولار. آخذين ذلك بعين الاعتبار، من المشروع ان نسأل هل خان يهوذا يسوع من أجل المال؟ يمكننا التنظير إلا ان ٣٠ قطعة من الفضة تعويض محدود جداً لقاء هذا العمل الشرير وهو أمر أيقنه يهوذا بنفسه. “فلما رأى يهوذا الذي أسلمه أن قد حكم عليه، ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى عظماء الكهنة والشيوخ. وقال: ((خطئت إذ أسلمت دما بريئا )). فقالوا له: ((ما لنا ولهذا الأمر؟ أنت وشأنك فيه )). فألقى الفضة عند المقدس وانصرف، ثم ذهب فشنق نفسه.” |
|