منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 11 - 2022, 01:50 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,399

قصة ظهور والدة الإِله لعروس المسيح القدِّيسة الشَّهيدة العظيمة كاترينا

إِنَّ القدِّيسة الشَّهيدة العظيمة كاترينا، عاشت في الإِسكندريَّة على عهـد مكسيميانوس الكافر 305-311). وَهي من أَصلٍ ملكيٍّ، وَقد تميَّزت بجمالٍ غير اعتياديٍّ وَبالعقل وَالعلم وَالغنى. فرغب كثير من أَعيان زمانها أَن يتزوَّجوها، وَنصح لها أَقرباؤها وَأُمُّها الَّتي كانت مسيحيَّة مستترة أَن تتزوَّج. وَلكنَّ القدِّيسة كاترينا أَحبَّت البتوليَّة أَكثر من الزَّواج، وَرفضت جميع الرَّاغبين فيها وَأَعلنت لأَقاربها قائلة:
- "إِذا أَردتم أَن أَتزوَّج، ففتِّشوا لي عن عريسٍ يكون نِدّاً لي في كرم الأَصل وَالجمال وَالغنى وَالعلم".


فعجز الأَقارب عن الظَّفر بوجود مثل هذا العريس. نعم إِنَّه كان في ذلك الزَّمان بعضٌ من أَبناء الملوك وَالأُمراء يتكافأُون وَإِيَّاها في نجابة الأَصل وَالغنى وَلكن لم يكن أَحدٌ منهم ليعادلها بالعلم وَالأَدب.

في مرَّة صحبتها أُمُّها إِلى كاهنها الصَّالح، العائش وحيداً في معزلٍ عن المدينة لتستشيره في الأَمر فلمَّا سمع الكاهن قصَّة البنت، عزم على الإِستفادة من صلاح وجدانها وَقيادتها إِلى معرفة المسيح الملك السَّماوي

فقال:
- "إِنِّي أَعرف شابّاً فائق الجمال، يُنيف عليك بلا حدٍّ في جميع المواهب. فحكمته الفائقة تسوس الخلائق الحيَّة وَالعاقلة جميعها. وَغنى كنوزه منتشرةً في العالم كلِّه، وَإِذا وزَّع لا ينقص أَبداً بل يتضاعف. وَنبالة أَهله لا توصف وَلا تدرك".

فارتابت القدِّيسة كاترينا في صحَّة كلامه لظنِّها أَنَّه يتكلَّم عن ملكٍ ما أَرضيٍّ، إِلَّا أَنَّه اكَّد لها صحَّة كلامه وَإِنَّ لذلك الشَّاب أَيضاً أَهليَّات لا يمكن أَن توصف. حينئذٍ سأَلته الصَّبيَّة:
- "إِبن من ذلك الَّذي تمدحه هذا المدح الفائق ؟".
فأَجاب:
- "ليس له أَبٌ على الأَرض لأَنَّه ولد بما لا يوصف وَبما يفوق الطَّبيعة من عذراءٍ شريفة الأَصل جدّاً وَفائقة القداسة وَالتَّقاء. الَّتي لأَجل طهرها الأَعظم وَقداستها الفائقة، استحقَّت أَن تلد هذا الابن وَتصير بذلك خالدةً نفساً وَجسداً وَيصعد بها إِلى ما هو أَعلى من السَّماوات وَأَن يسجد لها الملائكة القدِّيسون كما لسلطانة الخليقة كلِّها".
فقالت له القدِّيسة كاترينا:
- "أَيمكن لي أَن أَرى هذا الشَّابُّ الَّذي تُخبر أَنت عنه أَخباراً عجيبةً بهذا المقدار ؟".
فأَجاب الشَّيخ:
- "إِذا فعلت ما أَنا قائلٌ لكِ، تؤَهَّلين لأَن تنظري وجهه الفائق الضِّياء".
فأَجابت:
- "إِنِّي أَرى أَنَّك رجلٌ عاقلٌ وَشيخٌ شريفٌ وَأُؤمن بأَنَّكَ تتكلَّم الحقيقة، وَلذلك تراني مستعدَّةً لأَن أُتمِّم كلَّ ما تأمر به لكي أَرى ممدوحَك".

حينئذٍ أَعطاها الشَّيخ أَيقونةً مصوَّرةً عليها والدة الإِله الفائقة القداسة وَهي ممسكةٌ الطِّفل الإِلهيَّ في حضنها وَقال لها:
- "هاك صورة العذراء أُمُّ ذلك الطِّفل الَّذي أَخبرتك عنه. فخُذي هذه الأَيقونة إِلى بيتك وَأَغلقي باب حجرتك وَصلِّي في اللَّيل بورعٍ لهذه العذراء المسمَّاة مريم وَاسأَليها أَن ترتضي بأَن تُريكِ ابنها وَإِنِّي لمؤملٌ أَن تسمع لكِ إِذا صلَّيتِ لها بإِيمانٍ، وَتوليكِ أن ترَيّ ذلك الَّذي تشتهي نفسكِ أَن تراه".


فأَخذت الصَّبيَّة الأَيقونة المقدَّسة وَانصرفت إِلى بلاطها وَأَغلقت في اللَّيل باب مقصورتها وَصلَّت كما علَّمها الشَّيخ. وَأَغفت في الصَّلاة من التَّعب، فنظرت في رؤيا اللَّيل السُّلطانة السَّماويَّة كما هي مصوَّرة على الأَيقونة مع الطِّفل الَّذي كانت تنبثق منه أَشعةً أَبهى من الشَّمس. إِلَّا أَنَّ وجهه كان محوَّلاً نحو أُمِّه في حالةٍ لم تستطع كاترينا أَن تراه فيها. وَلرغبتها في أَن تتأَمَّله من أَمامٍ، جاءت إِلى الجهَّة المقابلة له، فحوَّل المسيح الإِله أَيضاً وجهه عنها وَتكرَّر هذا المشهد ثلاث مرَّاتٍ. وَسمعت القدِّيسة كاترينا كيف قالت العذراء الفائقة القداسة لابنها:
- "أُنظر يا ابني أَمتك كاترينا كم هي بديعةً وَصالحةً جدّاً".

- "لا. بل هي سوداء وَبشعة قبيحةً فلا أَستطيع أَن أَنظر إِليها".

حينئذٍ قالت له والدة الإِله الفائقة القداسة:
- "أَمِنَ الممكن إِنَّها لا تفوق بالحكمة جميع بُلغاء الأَرض؟ أَو من الممكن أَنَّها لا تُنيف بالغنى وَالشَّرف على جميع صبايا المدن كلِّها؟".

فأَجاب المسيح:
- "إِنِّي معيدٌ لكِ يا أُمِّي فأَقول أَنَّ هذه الصَّبيَّة جاهلةً وَفقيرةً وَدنيئة الأَصل، وَإِنِّي لست أَنظر إِليها ما دامت في حالة كفرها وَلا أُريد أَن ترى وجهي".

فقلت له الأُمُّ العذراء الفائقة البركات:
- "أَسأَلكَ يا ابني العذب جدّاً أَن لا تزري بخليقتك بل علِّمها وَقُل لها ما ينبغي أَن تفعل لتتنعَّم بمجدكَ وَتنظر وجهكَ الأَنور الأَشهى الَّذي تشتهي الملائكة أَن تراه".

حينئذٍ فال المسيح:
- "لتذهب إِلى الشَّيخ الَّذي أَعطاها الأَيقونة وَلتفعل كما يقول لها وَعندئذٍ تنظرني وَتحرز منِّي نعمةً".

فلمَّا أَفاقت الصَّبيَّة من نومها دهشت لِما سمعت وَرأَت، وَلمَّا انبلج الصُّبح، ذهبت مع قليلٍ من إِمائها إِلى صومعة الشَّيخ القدِّيس وَوقعت على رجليه باكيةً، وَقصَّت عليه الرُّؤيا وَابتهلت إِليه ليعلِّمها ما ينبغي أَن تفعله. فأَطلعها البارُّ بالتَّفصيل على جميع أَسرار الإِيمان المسيحيّ الحقيقيّ، مبتدأً من خلقه العالم وَالرِّجال الأَوَّلين حتَّى مجيء المسيح الأَخير، الَّذي يبتدئ بعده المجد الفردوسيُّ للقدِّيسين الَّذي لا يوصف وَالعذاب الأَبديَّ للأَشرار الَّذي لا ينتهي. وَلمَّا كانت الصَّبيَّة القدِّيسة كاترينا ذات مواهب عقليَّةً فائقةً وَثقافةً عاليةً، أَدركت كلَّ شيءٍ في وقتٍ قصيرٍ وَآمنت من كلِّ قلبها وَقبلت المعمودية من الشَّيخ القدِّيس.

وَأَشار عليها الشَّيخ أَيضاً أَن تصلِّي بحرارةٍ لوالدة الإِله الفائقة القداسة، لتظهر لها أَيضاً كالسَّابق. وَلمَّا نزعت القدِّيسة كاترينا عنها الإِنسان العتيق وَلبست ثوب تجديد الرُّوح رجعت إِلى بيتها وَصلَّت طول اللَّيل باكيةً حتَّى أَغفت. فرأَت في النَّوم الملكة السَّماويَّة مع الطِّفل الإِلهيِّ الَّذي نظر إِلى كاترينا بلطفٍ وَرحمةٍ. وَلمَّا سأَلته والدة الإِله "أَمستحبَّةٌ لكَ يا بنيَّ هذه الصَّبيَّة؟". أَجاب:
- "إِنَّها لمستحبَّةٌ جدّاً، لأَنَّها كما كانت قبلاً بشعةً قبيحةً، معوزةً جاهلةً، أَصبحت الآن بديعةً جدّاً وَغنيَّةً وَحكيمة. وَالآن قد أَحببتها جدّاً وَأُريد أَن أَخطبها لنفسي عروساً خالدة".

فسقطت القدِّيسة كاترينا على الأَرض قائلةً:
- "إِنِّي غير مستحقَّةٍ أَيُّها السَّيِّد الفائق المجد أَن أَرى ملكوتك، فأَهِّلني لأَن أَكون أَحد أمائك".

وَفي الجواب على كلامها هذا، تناولت والدة الإِله الفائقة القداسة يد الصَّبيَّة اليمنى وَقالت لابنها:
- "أَعطها يا بنيَّ خاتماً علامةً للخطبة وَاجعلها عروساً لكَ لتستحقَّ ملكوتك".

حينئذٍ أَعطاها السَّيِّد المسيح خاتماً بديعاً جدّاً وَقال:
- "إِليكِ الآن! فإِنِّي أَقبلكِ عروساً لي خالدةً أَبديَّة. فراعي باجتهادٍ هذا الإِتَّحاد، وَلا يكون لكِ البتَّة عريسٌ آخر أَرضيّ".

فلمَّا قال المسيح السَّيِّد هذا، انتهت الرُّؤيا. وَلمَّا أَفاقت الصَّبيَّة، وجدت في يدها اليمنى خاتماً بديعاً جدّاً وَشعرت في قلبها بابتهاجٍ وَسرورٍ عظيمَين حتَّى أَنَّ نفسها من تلك السَّاعة سُبيت بكلِّيَّتها في المحبَّة الإِلهيَّة، وَتغيَّرت من ذلك الحين تماماً حتَّى أَنَّها لم تعد تفكِّر في شيءٍ أَرضيٍّ وَلا تشتهي ما هو عالمي. بل كانت تحوِّل بلا انقطاعٍ، ليلاً وَنهاراً، كلَّ أَفكارها وَجميع رغائبها إِلى عريسها الحبيب الأَوَّل الَّذي لأَجله استحقَّت أَن تُقاسي عذاباتٍ كثيرة مؤلمةً فادحة، وَتحرز أَخيراً إِكليل الاستشهاد وَالمجد الَّذي يُعدُّه اللّٰه في ذلك اليوم للَّذين يحبُّونه.

☦︎♡ من كتاب «حياة العذراء والدة الإِله على الأَرض»☦︎♡
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة والدة الإِله محتجبةً بصمتٍ مقدَّسٍ
طروبارية أَيقونة والدة الإِله ذات الأَيدي الثَّلاث
قنداق أَيقونة والدة الإِله ذات الأَيدي الثَّلاث
وضع ثوب والدة الإِله في فلاخيرنة Vlacherna
القديسة العظيمة كاترينا


الساعة الآن 06:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024