|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَتاه أَبرَصُ يَتَوَسَّلُ إِليه، فجَثا وقالَ له: إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني "إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ" فتشير الى الكلمات التي بها أعلن الأَبرَص إيمانه بإرادة المسيح وبقدرته حيث أن المسيح قادرٌ على شفاء البَرَص الذي لا يقدر عليه إلاّ اللّه. فاعترف مثل أيّوب البار الذي ضُرب أيضًا بالبَرَص (أيوب 2: 7)، أنّ الله على كلّ شيء قدير ولا يستحيل عليه شيء (أيوب 42: 2)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لم يقل "طهِّرني" بل ترك كل شيء بين يديه، وجعل شفاءه رهن إرادته، شاهدًا له بسلطانه. إنّهُ لم يفرضُ نفسَهُ، بل يعرضُ رغبتهُ، ويقول بإيمانٍ يدعو للإعجاب" إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني!" وذلك على مثال صلاة يسوع في بستان الزيتون " أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء" (مرقس 14: 36). ومع شدَّة حاجته احترم الأَبرَص حرية إرادة المسيح، فاستحق أن يُكرمه المسيح على ذلك، وأن يلتفت إليه. هذا التوسّل يجب ألاّ ينبع من أفواهنا، إنّما من قلوبنا، لأنّ القلوب تتكلّم بصوت أقوى. صلاة القلب تدخل السّموات وترتفع عاليًا، إلى عرش الله. ويُعلق القدّيس باشاز رادبيرت " كلّ يوم، يشفي الرّب يسوع المسيح نفس كلّ إنسان يتوسّل إليه، ويعبده بتقوى ويعلن بإيمان هذا الدعاء: يا ربّي يسوع، "إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِرٌ عَلى أَن تُبرِئَني" (شرح لإنجيل القدّيس متى). وهكذا أعطانا هذا الأَبرَص نصيحة مفيدة جدًّا عن كيفيّة الصلاة. |
|