|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استئذانه أيوب للكلام فَأَجَابَ أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ: [1] تكشف هذه المقدمة أن الأصدقاء الثلاثة قد تحاوروا معًا واتفقوا على مواجهة أيوب بأسلوبٍ جادٍ، إذ حسبوه أنه قد خدعهم وخدع الشعب بما أظهره من تقوى وعبادة وعطاء للغير. وأن ظاهره يخفي شرورًا خفية لا يعملها أحد سوى الله. يقول الأب هيسيخيوس الأورشليميبأن أليفاز تحدث في غير خجلٍ مع أيوب بروحٍ غير لائقة، فكان كمن يود أن يطيح بهذا البرج الثابت القوي والراسخ.وقد لاحظ أن أيوب فتح فاه (3: 1)، أما أليفاز فأجاب (4: 1).الأول تحدث في براءة، فتح فاه لينطق بكلمات لكي يجد في أصدقائه تعزية لما حلٌ به،أما أليفاز فأجاب كمن حمل هو وأصدقاؤه في داخلهم صراعًا مريرًا، مشتهين أن يحطموه. جاءت كلمات أليفاز إجابة على تساؤلات في نفسه وثورة في داخله! إِنِ أمْتَحَنَ أَحَدٌ كَلِمَةً مَعَكَ فَهَلْ تَسْتَاءُ؟ وَلَكِنْ مَنْ يَسْتَطِيعُ الاِمْتِنَاعَ عَنِ الْكَلاَمِ! [2] يبدو أن الأصدقاء بالرغم من صمتهم كانوا يحملون في داخلهم كبتًا لغليان في قلوبهم. يتطلعون إلى أيوب في المزبلة لا بعيني الشفقة، بل بضيقٍ شديدٍ أنه خدعهم وخدع كل من هم حوله، لكن لم يكن ممكنًا للخداع أن يدوم، إذ فضحه الله على شروره وخداعه. إذ فتح أيوب فمه وتذمَّر، حسبوا أنه قد تجاوز الحٌَد جدًا، ولن يستطيعوا بعد الصمت. إنهم احتملوه طوال الأسبوع حين كان صامتًا، واحتملوا خداعه. الآن بعد أن تذمر وسٌَب يوم ميلاده يحسبون أنفسهم رجال الله المدافعين عن عدل الله وبٌَره! حسبوا تذمر أيوب وتساؤلاته فيها إهانة لعدل الله، لذا وجب عليهم أن يجيبوا على تساؤلاته في حزمٍ. يبدأ حديثه بقوله: إن فحص أحد الأمر وتحدث معك بكلمة صريحة، فهل تستاء؟ ولكن حتى إن استأت فإننا لا نستطيع الصمت. يبدو كمن في أدبٍ واحتشامٍ يستأذن أن يتكلم الكل معه. وفي صراحة يحدثه بأنهم مع شعورهم بآلامه غير أنهم لا يستطيعون أن يداهنوه أو يتملقوه. ربما أراد أليفاز أن يطلب من أيوب ألا يسيء فهمهم، فيظن أنهم يقسون عليه، أو أنهم لا يبالون بما يعانيه، فهم لا يودون أن يضيفوا على أحزانه أحزانًا، بل أن يجدوا الباب السليم لعلاج الموقف. * أليفاز بالكلمات التي ينطق بها يضرب كما ببوق ليعلن الحرب ضد أيوب. الأب هيسيخيوس الأورشليمي من الواضح أن هؤلاء الذين تعهدوا بتقديم كلمات تعزية كانوا بلا خبرة في هذا الأمر، وذلك كالأطباء الذين يزيدون الجراحات.لذلك استحقوا بالحق أن يُدعوا من أيوب أطباء أشرارًا(راجع أي 13:4)، هؤلاء الذين ألهبوا الجرح عن حقدٍ فيهم. إنه نوع من الخسةٍ أن يظهروا حقدًا بثورةٍ عنيفةٍ،وأن يحسدوا إنسانًا كان منطرحًا على الأرض، ويلقون به في مصاعبٍ لا حصر لها، ذاك الذي كان مستحقًا أن يكون موضع ترفقٍ. لاحظوا كيف كانت كلماتهم ليست فقط خالية من التعزية، بل وسببت إحباطًا خطيرًا. أثاروا مناقشات طويلة باتهامات متجددة.،لهذا قيل: "لا تضف متاعب أكثر لقلبٍ متضايقٍ" (ابن سيراخ 3:4). القديس يوحنا الذهبي الفم جاءت الترجمة السبعينية: "هل تتكلم كثيرا في أسى؟" يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الأسى هنا يقصد بها" الخطية"، وكأنه يقول له: "تحت لسانك مشقة وألم". (راجع مز 10: 7)*لم يقل أليفاز:هل ترتكب أعمالًا شريرة؟ وإنما قال:"هل تتكلم؟" لأن شهرة حياته كانت مشرقة في طول الأرض وعرضها،ففي كل موضع توجد شهادات عن فضيلته. لم يقل له: لا تقل إن أعمالك صالحة، لأن الخطية أحيانا تنبع من الكلمات. *"من يحتمل عنف كلماتك" (الترجمة السبعينية)... ماذا قال أيوب؟لقد ترجى الموت والخلاص من الحياة الحاضرة.هل قال:"لقد لحقت بي شرور كثيرة هكذا بالرغم من بري وفضائلي العظيمة؟" لا،بل قال هكذا:أتوق أن أختفي مع الأشرار،مع خدامي،مع السقط،لأنال ذات ما ناله الأشرار. لم يقل:أنا الذي لي مثل هذه السمات وهذه الأهمية. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | دعوة للكمال |
(صمت أصدقاء أيوب) للكلام وقت وللصمت وقت |
للكلام وقت وللصمت وقت |
لا طاقة لي للكلام |
( أصدقاء أيوب) للكلام وقت وللصمت وقت! |