|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واقعياً لا يُمكن أن يبدأ إنسان في المسير في طريق من نهايته ولا من منتصفه، بل لا بُدَّ من أن يبدأ الطريق من بدايته، ويدخل إليه قانونياً أي دخولاً شرعياً، والدخول الشرعي يبدأ من باب الطريق، لأن لكل طريق صاحب هو وحده من يفتح الباب لمن يقرع، وذلك لكي يدخل قانونياً، لأنه لا يستطيع أحد أن يَعبُّر من مكان آخر، أو شخص غريب يفتح له الباب ويدخله وهو ليس صاحب هذا الطريق، لأنه – أن دخل بأحد هذه الطرق – سيعتبر سارق ولص، مصيره الطرد بلا شفقة، فباب الطريق المؤدي للحياة قد أُغلق بسبب التعدي والسقوط، لأن من المستحيل أن ينظر أحد الحُسن الذي لشمس النهار ويتفرس فيه بعينيه، لأنه سيُصاب بالعمى، لأن عينيه غير مُهيأتان لتلك الرؤية وهذه المشاهدة، وهكذا لن يستطيع أحد أن ينظر وجه نور الحياة، أي وجه الله المُنير ببهاء مجد القداسة الغير منظور ويُعاينه، ويسلك في الطريق السماوي المجيد، وكلهُ ظُلمة، يحيا تحت سلطان موت الخطية والفساد، لأنه لن يصمد أمام النور، لذلك الرب قال لموسى: لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش ؛ وكل هذا بسبب الظلمة التي سيطرت على الإنسان وزحفت على كل كيانه داخلاً، وظهر ثمرها خارجاً، حتى أنه لم يعد يحتمل النور. |
|