|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي مقدمة تعتمد المسيحية إلى جانب كبير على التلمذة، ويوصى معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين قائلاً: "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب13: 7). أي أن الإنسان يحتاج أن يرى أمامه مثالاً أو قدوة ليقتدي بها.. والسيد المسيح هو مثلنا الأعلى، وأيضاً القديسون يقدمون لنا أمثلة رائعة للحياة مع الله تساعدنا لكي نشعر أن القداسة شيء ممكن، ليس فقط السيد المسيح هو قدوس القديسين، ولكن أيضًا القداسة شيء ممكن في حياة البشر. أريد أن أتأمل معكم في قصة اثنين من الأنبياء؛ أحدهما كان تلميذًا للآخر لنرى كيف استطاع التلميذ أن يأخذ بركة معلمه الذي اعتبره مثالاً وقدوة له، وقد كان من المهم جدًا أن يلازمه في ساعات حياته الأخيرة، بل أهم من ذلك أن يثبت نظره عليه في لحظات انتقاله من هذا العالم. من أجل ذلك فإننا نهتم جدًا في سير القديسين بيوم نياحتهم أو يوم استشهادهم، ونكثف تأملاتنا حول الساعات الأخيرة من حياتهم؛ فنعطيها أهمية خاصة، وبالأخص اللحظات الأخيرة ليس فقط الساعات الأخيرة، حيث تكون هي أقدس لحظات في حياة الإنسان هي لحظات خروجه من هذا العالم. عندما يقول الكتاب "انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ (عب13: 7)، عليك أن تطلب أن نفس الروح والقوة التي رافقت هؤلاء القديسين أن ترافق مسيرة حياتك. بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة |
23 - 03 - 2014, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
التلمذة في المسيحية نقرأ في سير الآباء والقديسين أنه عند انتقال أحد الآباء في البرية، كان يجتمع كثير من الرهبان حوله في لحظة خروج نفسه من جسده، طالبين منه البركة والصلاة من أجلهم،وأب الآباء يعقوب في وقت انتقاله من هذا العالم جمع أولاده وقال لهم: "اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ" (تك49: 1)، وابتدأ يخبر كل واحد منهم بكلماتٍ معينة، فمن كان يستحق بركة أعطاه إياها. وبالفعل تحققت كل هذه الكلمات التي نطق بها هذا القديس. فى سفر الملوك الثاني الأصحاح الثاني نقرأ "وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ الْجِلْجَالِ. فَقَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: امْكُثْ هُنَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ. فَقَالَ أَلِيشَعُ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَنَزَلاَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. فَخَرَجَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيلَ إِلَى أَلِيشَعَ وَقَالُوا لَهُ: أَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْيَوْمَ يَأْخُذُ الرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَاصْمُتُوا. ثُمَّ قَالَ لَهُ إِيلِيَّا: يَا أَلِيشَعُ، امْكُثْ هُنَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى أَرِيحَا. فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَأَتَيَا إِلَى أَرِيحَا. فَتَقَدَّمَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ فِي أَرِيحَا إِلَى أَلِيشَعَ وَقَالُوا لَهُ: أَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْيَوْمَ يَأْخُذُ الرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَاصْمُتُوا. ثُمَّ قَالَ لَهُ إِيلِيَّا: أُمْكُثْ هُنَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُرْدُنِّ. فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَانْطَلَقَا كِلاَهُمَا. فَذَهَبَ خَمْسُونَ رَجُلاً مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ وَوَقَفُوا قُبَالَتَهُمَا مِنْ بَعِيدٍ. وَوَقَفَ كِلاَهُمَا بِجَانِبِ الأُرْدُنِّ. وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ. وَلَمَّا عَبَرَا قَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: اطْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ..." (2مل2: 1- 9). أول الأمر قال إيليا لأليشع: امكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى بيت إيل فقال له لن أتركك ولكنني أرافقك "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ" ولم يكن الحلفان في العهد القديم خطية، ولكنه الآن لا يجوز... |
||||
23 - 03 - 2014, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
بدأت الرحلة من الجلجال بدأت الرحلة من الجلجال.. الجلجال هو المكان الذي عبر فيه شعب إسرائيل نهر الأردن، وقد اسماه يشوع بن نون الجلجال؛ لأن هناك دحرج الرب عار مصر عنهم عندما ختن كل الذكور حسب الشريعة الموسوية، فكان الغير مختتن مثله مثل الأمم، أما المختتن فقد دخل في عهد مع الله، فالختان هو العهد الذي أعطاه إياه الله لإبراهيم، لذلك كان من الواجب أن يختتن كل الشعب عند دخولهم أرض الميعاد، والختان هو رمز للمعمودية. أخذ يشوع اثني عشر حجرًا من قاع النهر على عدد أسباط إسرائيل الاثني عشر، وبنى مذبحًا للرب هناك في الجلجال، وقدّم ذبائح للرب وختن كل الشعب في ذلك المكان (يش4، 5). الجلجال؛ يحمل ذكريات العبور إلى أرض الميعاد، وأيضًا يحمل ذكريات الدخول في عهد مع الرب. وعمومًا عبور إسرائيل لنهر الأردن في المفهوم الروحي عند كل المفسرين يرمز إلى الانتقال من هذا العالم، كيف ذلك؟! ذلك لأنهم عبروا من أرض الغربة إلى أرض الميعاد، فاجتياز نهر الأردن ودخول كنعان رمز إلى كنعان السمائية أي رمز إلى الانتقال من هذا العالم؛ أي العبور من العالم الحاضر إلى الحياة الأخرى. واقترن العبور بالختان؛ لأن الختان رمز للموت، وهو أيضًا رمز للمعمودية، بل العبور نفسه هو رمز للمعمودية حيث نُدفن مع المسيح وننتقل من العبودية إلى حياة أولاد الله، ونأخذ البنوة فنكون بذلك مستحقين للميراث "إِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا.." ( رو8: 17). بدأت رحلة إيليا مع أليشع من الجلجال مع ذكريات معاني العبور، ومعاني الموت، ومعاني الانتقال من العالم الحاضر إلى حياة الدهر الآتي، لأن الرحلة نفسها كانت رحلة عبور من الأرض إلى السماء، ورحلة انطلاق من هذا العالم. |
||||
23 - 03 - 2014, 01:07 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
إلى بيت إيل باب السماء بعد ذلك قال إيليالأليشع: الرب أرسلني إلى بيت إيل امكث أنت هنا لأنطلق إلى بيت إيل، أجابه سوف أذهب معك.. وهناك في بيت إيل ذكريات أخرى. "بيت إيل" هو المكان الذي فيه رأى يعقوب السلّم منصوبًا على الأرض ورأسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرب واقف عليها.. (انظر تك28: 10-15). "بيت إيل" أيضًا يشير إلى الانطلاق من الأرض إلى السماء، حيث إن السلّم دائمًا يستخدم للصعود. كان إيليا سوف يصعد إلى السماء لذلك أرسله الرب في رحلته إلى بيت إيل إشارة إلى هذا الصعود الذي كان مزمعًا أن يكون،"بيت إيل" هو بيت الله؛ معناه بيت الله، وعندما رأى يعقوب الرؤيا أخذ الحجر وصب عليه زيتًا ودشّنه قائلاً "مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا إلاَّ بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!" (تك28: 17) لذلك كان "بيت إيل" هو باب السماء، من أجل ذلك من يريد الدخول إلى السماء عليه أن يعبر أولاً ببيت إيل. هذا ما يحدث في طقس الكنيسة حيث توضع المعمودية بالجانب الشمالي الغربي من الكنيسة، ويتجه الإنسان إلى الغرب ليجحد الشيطان ثم يتجه ناحية الشرق قائلاً: أعترف لك أيها المسيح إلهي، كما يقول قانون الإيمان، ثم يدخل إلى الكنيسة. من يريد الدخول إلى السماء عليه أن يمر أولاً بالكنيسة، والكنيسة تمنحه نعمة المعمودية التي كان الختان رمزًا لها، كما كان عبور نهر الأردن أيضًا رمزًا للمعمودية، وفي الكنيسة يحيا مع الله ويتذوق المن السماوي خبز الله النازل من السماء، ويحيا في شركة مع الملائكة كما رآهم يعقوب صاعدين ونازلين على السلم. |
||||
23 - 03 - 2014, 01:09 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
من يخدمني فليتبعني في كل مكان يذهب إليه إيليا كان يسأل أليشع أن يمكث ويتركه ينطلق إلى حيث دعاه الرب، ولكن أليشع لم يتركه بل التصق به.. هذه هي حياة التلمذة الحقيقية. قال السيد المسيح: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ" (يو12: 26)، وقال أيضًا: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي" (مت16: 24).. هذه هي حياة التلمذة، لا يليق أن يحيا الإنسان يومًا مع الله ويومًا مع العالم، لا يليق أن يسير يومًا في حياة البر ويومًا في حياة الخطية.. يجب أن يلازم الله كما قال أليشعلإيليا: "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ" (2مل2: 2). |
||||
23 - 03 - 2014, 01:10 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
ذكريات في أريحا عاد إيليا ليقول لأليشع امكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى أريحا.. ولأريحا ذكريات.. عند دخول بني إسرائيل أرض الميعاد كانت أريحا في طريقهم ، فقال الرب ليشوع بن نون اجعل الكهنة يحملون تابوت العهد وتدورون دائرة المدينة حول المدينة مرة واحدة هكذا تفعلون ستة أيام، وفي اليوم السابع تدورون دائرة المدينة سبع مراتٍ.. (انظر يش6) أمره أن يدوروا ستة أيام رمزًا لأيام الأسبوع وعمل الإنسان كل أيام حياته، وفي اليوم السابع يدوروا سبع مراتٍ ويضربون بالأبواق والكهنة حاملين التابوت، فتسقط أسوار أريحا. هذا الموقف الذي لم يستخدموا فيه فأسًا أو مرزبة أو أي شيء من الأدوات ولكنهم أسقطوا أسوار أريحا، هو إشارة إلى الانتصار الساحق على مملكة الشيطان،هذا ما عمله السيد المسيح حيث إنه لما صلب على الصليب في يوم الجمعة العظيمة، ثم نزل إلى الجحيم من قبل الصليب، ومكث في القبر يوم السبت، ودمّر مملكة الشيطان وقام في يوم الأحد الذي هو اليوم الثامن. فهو قد صلب في اليوم السادس وقام في اليوم الثامن، وحيث استراح الإنسان بعمل السيد المسيح فكان اليوم السابع في وسطهما رمزًا لليوم الذي فيه استراح الرب من جميع عمله الذي عمل (تك2: 2)، أما اليوم الثامن فهو رمز للحياة الجديدة والحياة المتحررة تمامًا من كل سلطان الموت. |
||||
23 - 03 - 2014, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
وأعمالهم تتبعهم الإنسان في مسيرة حياته يجب أن يكون لديه قوة الغلبة الروحية، لكي عند رقاده يكون كما قال الكتاب "طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ- نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ" (رؤ14: 13)، ففي لحظة انتقال الإنسان من هذا العالم يجب أن يحمل تابوت عهد الرب مع هتاف الأبواق؛ أبواق النصرة الروحية التي يمكنه أن يحققها بعد أن يكون قد أكمل جهاده بسلام في الستة أيام التي عاشها التي هي حياة الجهاد الروحي. |
||||
23 - 03 - 2014, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
أما النصرة فمن الرب لكن لعلنا نلاحظ في قصة أريحا أمرًا في غاية الأهمية.. وهو أن الذي أسقط أسوار أريحا هو هتاف الأبواق وليس معاول الهدم، أي أنه ليس بقوتهم إنما بقوة الله تم هذا الانتصار، فالستة أيام تشير إلى حياة الجهاد التي يحياها الإنسان، أما انهيار الأسوار فيشير إلى عمل الرب العظيم في النفس المؤمنة التي تكون متسلحة بقوة الإيمان، وهذا ما يعطيها النصرة في لحظات انطلاقها من هذا العالم. يستريحون من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم.. كلمة يستريحون من أتعابهم تكمن في رقم "سبعة"، وأعمالهم تتبعهم يكمن في رقم "ستة"، أعمالهم أو العمل يرمز إليه الرقم "ستة"، ويستريحون يرمز إليه الرقم "سبعة"،لكن ليس هناك من لديه القوة والمقدرة على هدم أسوار أريحا إلا من اقتنى لنفسه هذه المسيرة التي فيها يقول: "هُوَذَا تَخْتُ سُلَيْمَانَ حَوْلَهُ سِتُّونَ جَبَّارًا.. كُلُّهُمْ قَابِضُونَ سُيُوفًا وَمُتَعَلِّمُونَ الْحَرْبَ. كُلُّ رَجُلٍ سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ مِنْ هَوْلِ اللَّيْلِ" (نش3: 7، 8). فان لم يكن الإنسان قد جاهد الجهاد الحسن فلن يكون لديه هذه القوة التي بها يحطم مملكة الشيطان في يوم انتقاله من هذا العالم. أريحا ليست هي نهاية المطاف لكن بعدها تشترك النفس مع المسيح في الأبدية.. أي أن القديس بعد انتقاله من هذا العالم ينتظر إلى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي والانطلاق إلى أمجاد الملكوت. |
||||
23 - 03 - 2014, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
عند نهر الأردن أخذ إيليا رداءه عند نهر الأردن وضرب الماء فانشق وعبر هو وأليشع على اليابس، "وَلَمَّا عَبَرَا قَالَ إِيلِيَّالأَلِيشَعَ: اطْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ. فَقَالَ أَلِيشَعُ: لِيَكُنْ نَصِيبُ اثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ. فَقَالَ: صَعَّبْتَ السُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذَلِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ" (2مل2: 9، 10) هذا يذكرنا بما حدث بعد قيامة السيد المسيح، حيث أخذ تلاميذه على جبل الزيتون وصعد إلى السماء، رفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء. وفيما هو صاعد إلى السماء كانوا مثبتين نظرهم عليه أثناء صعوده. يقول الإنجيل بحسب القديس لوقا "وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي. وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ. وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ" (لو24: 49-53). فالقديس لوقا كتب ما حدث باختصار حيث تكلم عنه بالتفصيل في سفر أعمال الرسل إذ كان يخاطب نفس الشخص الذي كتب له الإنجيل فقال: "اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاؤُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ. إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ. الَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي. لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ". ثم يقول "وَلَمَّا قَالَ هَذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ. وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أع1: 1-11)،حينئذ رجعوا إلى أورشليم وصعدوا إلى العلية وانتظروا حلول الروح القدس. القصة كما حدثت مع السيد المسيح وتلاميذه هي تعتبر ما كان يرمز إليه ما حدث بين إيليا وأليشع، حيث صعد إيليا أمام عينيَّ أليشع فقال له ماذا تطلب؟ أجاب أريد نصيب اثنين من روحك علىَّ. أي أريد قوة الروح التي فيك.. |
||||
23 - 03 - 2014, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب إيليا وأليشع - الأنبا بيشوي
روح إيليا وقوته كان إيليا نبيًا ناريًا، وقال عنه الملاك عندما بشر زكريا بميلاد يوحنا المعمدان "وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ" (لو1: 17)؛ هذه الروح هي التي طلبها أليشع. فقال له إيليا صعَّبت السؤال، ورغم أن الرب قال لإيليا اذهب امسح أليشع نبيًا عوضًا عنك، وقد حدث بالفعل ومسحه ولكن أليشع هذا الممسوح نبيًا كان يريد أن يكون مثل معلمه، كان يريد أن يكون له نفس القوة والمواهب الروحية التي لإيليا. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
معجزات إيليا وأليشع |
صورة إيليا وأليشع النبي |
شغلت خدمات إيليا وأليشع أيام أسرة أخآب بن عُمري |
إيليا وأليشع النبي |
كتاب خواطر ميلادية - الأنبا بيشوي |