|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“فُرِجَت” ودرجة الضيق ولشرح الفكرة السابقة، سنطالع عدة أمثلة من الكتاب المقدس؛ ولنبدأ بيونان؛ ذلك النبي الذي اجتاز في ضيقة لم يجتَزها إنسان من قَبْل؛ فهو هارب من وجه الرب إله السماء، وها هو قابع في بطن حوت ضخم، لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالِ، ومن داخله صلى يونان وَقَالَ: «دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي» (يونان2: 2)، وهنا يظهر العامل الأول في تحكم الله في درجة الضيق، فمن الذي ضبط أنزيمات الحوت الهاضمة لكيلا تهضم يونان؟! ومن الذي أوجد ليونان الأكسجين الكافي لكي يتنفسه ويُخرج صلاته؟! ومن الذي منع الحوت من بلع أسماك كبيرة يمكنها أن تؤذي يونان وهو مستقر في جوفه؟! وأسئلة أخرى كثيرة لا إجابة لها، إلا أن الله القدير الحكيم، كما أنه سمح بالضيق وأعدّ الحوت، فهو أيضًا تحكم في درجة هذا الضيق، ومنع عن نبيّه المحبوب قدوم الموت!! وهو ذات الأمر الذي تكرر حين تحكم الله في درجة حرارة النار المتّقدة سبع أضعاف، فجعلها لا تؤذي رجاله الأوفياء الثلاثة، ولا تأتي برائحتها عليهم، فـ«لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَامِهِمْ، وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ، وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ، وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِمْ» (دانيآل3: 17). وغيرها الكثير من الأمثلة، عن أحباء لله الذي أجازهم في ضيق شديد، وأدخلهم الفرن الإلهي، ولم يكتفِ بأن يشاهدهم من وراء هذا الفرن الزجاجي، لكنه ضبط بعناية درجة حرارته، بل - وإن استدعى الأمر - فإنه يدخل يتمشى معهم في ذات الفرن وذات النار!!.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
“فُرِجَت” وزمن الضيق |
فُرِجَت (2) |
فُرِجَت!! .. (1) |
فُرِجَت!! (1) |
فُرِجَت (2) |