|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* شهر آذار مخصص للصلاة أكراماً للقديس يوسف (باقة أزهار لمار يوسف البار ) * اليوم الثاني و العشرون * ( تأمل في القديس يوسف الحياة الروحية ) ان يسوع المسيح هو اله خفي و لا يكلم النفوس إلاٌ في الخلوة .فمن أراد أن يحيا متحداً بهذا المخلص الالهي وان يمجده بأفعاله وفضائله ، عليه قبل كل شيئ ان يهرب من ضوضاء العالم وبلباله يُعٌود نفسه الاختلاء المقدس المقبول جدا في عيني الله .تلك كانت حياة القديس يوسف وقد تعلمها من يسوع ومريم وقدرها حق قدرها فأضحى مثالاً و معلماً للحياة الروحية كما أعلنت ذلك الكنيسة المقدسة .فلنتوسل اليه كي يطلعنا على عذوبة أسرار هذه الحياة الممتلئة ثواباً في عيني الله و التي اضحت ، لسوء الحظ ،في أيامنا لا قيمة لها ولا قدر .ان الحياة الروحية الباطنة هي حياة سكوت و صلاة و تجرد . انها تفترض السكوت اولا : اي تجنب الكلام الكثير مع البشر والاصغاء في الباطن الى الله الذي لايسمع صوته في الضوضاء . وقد عرف مار يوسف ضرورة الصمت ومارسه .فكان يفتكر كثيرا ويتكلم قليلا بل نادرا . لذلك فالانجيل المقدس ما نقل عنه و لا كلمة .ولم ينقل شيء من محادثته مع الرعاة او المجوس في بيت لحم ولا مما قاله لسمعان الشيخ ولحنٌة النبيٌة في الهيكل ولا مما تكلم به مع الملائكة الذين كانوا يزورونه مراراً ويبلغونه أوامر السماء .فكان على مثال خطيبته البتول يصغي ويحفظ في قلبه ما كان يسمعه ويهذبه . ثانياً :الصلاة لاسيما الصلاة العقلية التي ترفع العقل والقلب الى السماء وتذكرهما بحضور الله وعلى هذا النسق كانت صلاة مار يوسف المتسامي بالاتضاع فأنه كان ينظر الى يسوع فيكلمه بنظره وبقلبه أكثر مما بشفتيه .لعمري انه ما كان ينفك مقدماً الشكر لله والتسبحة لعزته على احساناته ومع ذلك كله فلا نعرف له تسبحة كما لزكريا ولا تعظمة كما للعذراء ولا تسلمة ذاتية كما لسمعان الشيخ .ان الحياة الباطنة تفرض أخيراً : التجرد عن الخلائق لان من أراد ان يكون لله وجب عليه ان يتمتع بهذا العالم كمن لايتمتع به و ان لا يعلق قلبه بما ينقص فيه حبه لله . وعلى هذا النحو كان مار يوسف فانه كان راضيا فرحاً برفقة يسوع ومريم ،فما كان يريد ان يرى سواهما و لا ان يسمع غيرهما .وكان يجد في بيته عظم التسلية ما كان يرغبه عن مغادرته . و لعمري ماذا كانت تهمه أباطيل العالم وخيراته الكاذبة على حين انه كان حاصلا على اثمن ما في السماء والارض؟فياأيتها النفوس التقية ، يامن تحبين الصمت و الصلاة والتجرد،هو ذا مثالك ،ضعيه نصب عينيك ولا تفقديه قط .و بعدما عرفنا الحياة الباطنة لنتعلم من يوسف ايضا افعالها وممارستها .ان همه الوحيد كان ان ينظر الى الله وان يُصغي اليه ، وان يتأمل فيه ويعمل كل شيء لاجله . وفي هذا قائم أهتمام كل نفس ترغب في الحياة الباطنة .لعمري ان هذا القديس وضع موضع العمل مشورة الرب القائل :” سر امامي وكن كاملا “فكانت عيناه معلقتين دوماً على يسوع فكان يحمله بين ذراعيه او يقوده بيده ولما ترعرع يسوع كان يرافق يوسف الى حانوته ويشاطره شغله ويجلس على مائدته ويتبعه في اسفاره . فكان يسوع في كل آن ومكان نصب عيني يوسف .فما أعذب ذكر حضور الله على النفوس التقية وما أفيده لها .لم يكن يكتفي يوسف بنظره الى يسوع بل كان ايضا يُصغي الى تعاليمه باحترام عظيم . فكان يقبل اقواله العسجدية قبول وحي الحكمة الالهية وكان يجد فيها النور لازاحة شكه والتسلية لتفريج احزانه والقوة لاحتمال مصائبه .وعندما كان يسوع صامتا كان يوسف يتأمله ويصغي اليه في قلبه. اخيرا ان يوسف كان يقرن العمل بالتأمل .فكان يسوع قبلة اعماله كلها ومحط سائر آماله .فاذا اشتغل او تعب او سافر او سهر فذلك كله كان ليسوع وبيسوع خصص حياته وكل قواه .فياللدرس البليغ للنفوس العابدة ! منه تتعلم ان تسير بحضرة الله وتطيعه بسرعة وتهذبه وتفعل كل شيء لمجده الاعظم .وياله مرشدا حكيما اعطاه الله للانفس العطشى الى الاختلاء والوحدة فالطوبى لمن وضع نفسه تحت قيادة هذا المرشد الفطن واتخذه مثالا له ،فانه سرعان مايشعر بتقدم ونجاح في طريق الكمال الباطني . فخراباً خربت الارض لانه لايوجد من يتأمل ويتفكر في قلبه . .......... خبر .......... ان القديسة ترازية الكبيرة تؤكد بان القديس يوسف هو معلم كامل للحياة الروحية الباطنة واثباتا لذلك دُونٌ الأب سوران الحادث التالي :بينما كنت راجعا من مدينة روان التقيت بشاب له من العمر 18 سنة وكان خارجه بسيطا جدا وحديثه يشير الى انه لم يكن مهذباً اذ لم يسعده الحظ ليدرس ويتعلم .ولكن ما كان أعظم اندهاشي عندما كلمته فرأيته متمتعا بأنوار روحية عجيبة .فقد كلمني عن الحياة الباطنة مستفيضاً بوضوح عجيب .فعرفت ان حياته الروحية كانت مبنية على بساطة وتواضع عظيمين بنقاوة ملاكية فسألته هل هو متعبد لمار يوسف فأجابني إنه منذ 6 سنوات قد وضع نفسه تحت حماية مار يوسف وذلك بأمر خاص قبله من يسوع المسيح نفسه .وصار يكيل المديح الجزيل لمار يوسف مؤكدا بأن كل ما يقوله عنه قد سمعه من فم يسوع المسيح المعلم الاول ليوسف في بيت لحم الناصرة .فانه عز اسمه القى عليه دروسا بليغة في الحياة الباطنة فحٌقَ له ان يكون مثالا لها وان يعلمها لكل الانفس التواقة الى اقتباسها .فلنطلب من هذا القديس العظيم ان يتنازل ويضحي معلمنا ومثالنا في طريق الكمال المسيحي . .............. إكرام ........ اقصد ان تتخذ مار يوسف مثالا وقائدا في ممارسة الخلوة الروحية والاتحاد مع الله . و صلِ لاجل المدعوين الى الحياة الرهبانية ولاجل المترددين في أتباع دعوتهم . ........... صلاة .......... كم اني اشعر بفرح وتسلية ايها القديس يوسف عندما اتأمل المنظر الشهي الذي أراه في بيتك الحقير في الناصرة . فهو لدي اجمل من قصور الملوك . فالشغل والصلاة والاختلاء جعلت ذلك البيت مقدس السلام ومنبع الفضيلة .فأستمد لي يا شفيعي الحنون ان اتعلم منك محبة الاختلاء و الابتعاد عن العالم و الاصغاء الى صوت الله الذي يدعوني اليه ليكلمني .فمن عليٌ بان اسمع له واعمل بما يأمرني به ويعلمني إياه فأنال الطوبى الموعود بها كل من يسمع كلام الله ويحفظه آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأمل في موت القديس يوسف |
تأمل في القديس يوسف شفيعنا |
تأمل في عيد القديس مار يوسف |
تأمل في عشية عيد القديس يوسف |
تأمل الحياة مع المسيح - بالموسيقى - المتنيح القمص يوسف أسعد |