|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فن كتابة الأيقونة إنّ فنّ الأيقونات في الكنيسة الشرقية الأورثوذكسية هو عبارة عن فنّ طقسيّ مقدّس . . مثل كلّ الفنون الكنسية . له هدف روحي أكثر من أن يكون فقط من أجل تزيين الكنيسة بالرسومات . . وإبهاج العيون . وهذا الفنّ في اللغة اليونانية يدعى ( آيّو غرافيّا ) أو الصورة المقدّسة , لأنّه يصوّر الأشخاص والمواضيع المقدّسة . . ورسّام الأيقونات أو ( الآيّو غرافوس ) ليس من المفترض أن يستعمل هذا الفنّ بشكل حِرَفي . . حيث أنّه قديماً كان يقتصر على الرهبان فقط وكانت الرسومات سواء أكانت جدارية أو منقولة تنفّذ داخل الكنيسة خطوةً فخطوة . الأيقونة البيزنطية لها معنى لاهوتي . . تُرْسَم بتلك الطريقة الغريبة والفريدة من نوعها لتجعلها مميزة عن باقي الصور الدينية التي ترسم بطريقة مادية كما نرى في بقية الفنّون الدينية . لهذا السبب نرى في الأيقونات البيزنطية نقاوة مدهشة ترفعنا فوق العالم الفاسد متى نظرنا إليها . هذا الفنّ الثابت( ككنيسة السيد المسيح ) لا ولم يتغيّر مع تغيّرات الحياة والإنسانية ، وهذا التقليد المقدّس هو عمود النار الذي يقود الكنيسة عبر بريّة العالم الغير مستقرّ . . ولهذا يعتبر مفاجأةً لإنسان القرن الحالي الذي لا يغوص في أعماق البحر الروحانيّ . . فالسباحة على سطح الأحاسيس تجعل المرء ينجرف مع تيّارات ودوّامات المياه . إنّ هذا الفنّ يغذّي أرواحنا بالمواضيع والمشَاهِد المُسْتمَدّة من الكتاب المقدّس كما يجعلنا ندخل عبر بوّابات الأحاسيس فيبهج أرواحنا بالنّبيذ السماويّ ويمنحنا راحة البال . إنّ المهارة في هذا الفنّ ليست مسألة ميكانيكية ، ولكنّها تشترك في الرّوحانية وقداسة الأشياء المُراد تصويرها . حتى أنّ المواد التي تدخل في الأيقونة كلّها مواد نقية طبيعية معطّرة . فالخشبة التي تُرْسَم عليها تؤخذ من السّرو أو الجوز أو الكستناء أو الصنوبر أو أيّة شجرة أخرى معطّرة . والألوان مُسْتَخرجة من الأرض تنبعث منها رائحة معطّرة متى مزجت مع الماء . . وخاصةً في رسم ( الفريسك ) الرّسم الجداري ، ففي اللحظة التي يضع فيها الرسّام ألوانه على الحائط الكلسيّ قبل جفافه تفوح منه روائح معطّرة ، كالجبال عندما تلامسها أمطار الخريف الأولى . لا تُسْتَعمل أبداً في هذا الفنّ مواد سميكة أو خشنة كما في بقيّة الفنون التشكيلية مثل ( زيت الكتان ، وطلاءات سميكة ، وفراشي خشنة ومشعرة ) . إنّ جمال الأيقونات البيزنطية نابعٌ من جمالٍ روحيّ . . وجمال الروح ليس من جمال اللحم وأيضاً نراها جداً عادية بعيدة عن الإفراط بالتزيين . صام رسّامو الأيقونات الكبار متى عملوا ، وعندما بدؤوا الرسم غيّروا ملابسهم الداخلية لكي يكونوا أنقياء داخلياً وخارجياً . . كما هتفوا المزامير حتى ينفذ عملهم في روح الندم و يمتنعون عن الانشغال بأيّ أمر دنيويّ . فالأيقونات البيزنطية المقدّسة تبدو مشوّهة إلى حدّ كبير بالنسبة إلى أولئك الذين لهم روح العالم ، والذين صوّروا الناس في عيونهم شكلاً وليس روحاً . وأخيراً : في الأيقونات البيزنطية نرى بأنّ اللحم مصـلوب مع العواطف والرغبات . فهو فنٌّ ممتعٌ وصارمٌ بنفس الوقت . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأيقونة |
الأيقونة |
الأيقونة الحيّة |
هل تعلم في الأيقونة |
فن الأيقونة |