v الموت أمر مرعب للغاية، لكن ليس لأولئك الذين تعلَّموا الحكمة الحقيقية التي من فوق. فإن من لا يعرف شيئًا عن الأمور العتيدة، بل يحسب الموت انحلالًا ونهاية للحياة، بحق يرتعب ويخاف كمن يعبر إلى لا وجود. أما الذي يتعلَّم بنعمة الله الأمور الخفية السرية لحكمة (الله)، ويحسب الأمر رحيلًا إلى موضع آخر، لا يجد سببًا للرعدة، بل بالأحرى يفرح ويبتهج، إذ بتركنا الحياة الفانية نذهب إلى حياة أفضل وأبهى وبلا نهاية. هذا ما يُعَلِّمنا إياه المسيح بتصرفاته حيث يذهب إلى آلامه، لا بتغصبٍ ولا عن ضرورةٍ، بل بإرادته، لذلك قيل: "قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه".