الشَّبابُ المعاصِرُ، يا أحبّة، يستطيبُ الأمورَ السّهلةِ والانغماسَ في المتعة. فها نحن مثلاً على أبوابِ فصلِ الصّيفِ، وما يحملـُه من تنوّعٍ في أشكالِ اللِّباسِ والنّشاطاتِ عند الشّبّانِ والشّابّاتِ، ويتناهى معها إلى مسامعِنا عباراتٌ أنّ المسيحيّةَ هي حرِّيَّةٌ وانفتاحٌ وإلخ… في حين سمعنا، ما ورد في الرّسالة من تأكيد، أنّه بالإيمان بالمسيح القائم من الموت، أصبحت أعضاؤنا للبرِّ والقداسةِ، وهذا بالتّالي يعني أنّ أجسادَنا هي مسكنُ القدّوسِ وليست ملكَنا. فإلى أيِّ حدٍّ علينا الانتباهُ عليها، والاعتناءُ بها! فنكسوها حشمةً خارجيةً، وبهذا نحمي العينَ الدّاخليّةَ من خطرِ العثرةِ. فمن يعثر، يعثر ليس فقط بنا بل بالمسيح أيضاً، فمن يقبل هذا؟ إنّ ما يحمله كلّ منّا في قلبه من إيمان هو بحاجة فقط إلى تفعيل، لأنّنا بتفعيله نتغيَّر ونرتقي من اضطراب في المعايير والمقاييس إلى اتّزان ورسوخ. وبذلك نسمع ما قاله السّيّد المسيح: “ليكن لك كما آمنت”. فلكي يعطينا اللهُ شهوةَ قلوبـِنا، جُلّ ما في الأمر أن نحسمَ أمرَنا ونأخذَ القرار. لأنّه بالإتّكال على الله وبالإرادة القويّة، تهدأ عواصِفُنا الدّاخليّة وننعَم ُ بالرّبيع والصّيف الإلهي، ويفوحُ عطرَ المسيح منّا ومن بيننا. وعليه، فإنّ نسيمَ الحقيقةِ الّتي شهدناها بجهادِنا، ويشهدُها العالمُ بشهادتِنا للحقِّ، من خلال أعمالنا، يدفعُنا أن نمجِّدَ أبانا الّذي في السَّماوات.