|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاجة الأجيال إلى الله كملجأ يَا رَبُّ مَلْجَا كُنْتَ لَنَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ [1]. إذ يفتح الله حضنه لنا، لنسكن فيه في أمان، إنما تنعم الكنيسة - جماعة القديسين - عبر كل الأجيال بالشركة معًا. إنه يضم كل عضوٍ كما لو كان العضو الوحيد في الكنيسة، ويضم الكل معًا ليسكب كل حبه في الجميع دون نقص! إذ يشعر المؤمن بغربته في هذا العالم، يطلب أن يسكن في الرب نفسه كملجأ له، يشعر فيه بالأمان. * "يا رب ملجأ كنت لنا" يُستخدم الملجأ دائمًا حيث يوجد اضطهاد، فإن لم يوجد من يضطهدنا لا نكون في حاجة إلى ملجأ في آخر. "يا رب، أنت ملجأنا"، لأن حرارة الضيقة الشديدة والحارقة تنهكنا، فنطلب ملجأ تحت ظل جناحيك. "يا رب، أنت ملجأنا". نطير إلى حمايتك، لأن الوحش المرعب علينا، لأن لنا أضداد كثيرون وأعداء، فلتكن أنت ملجأنا. القديس جيروم * "يا رب كنت لنا ملجأ من جيل إلى آخر [1]، إما في كل جيلٍ، أو في جيلين: القديم والجديد. لأنه كما قلت كان خادمًا للعهد القديم الذي يخص الجيل القديم، ونبيًا للعهد الجديد الذي يخص الجديد. يسوع المسيح، كفيل ذاك العهد، وعريس في الزواج الذي دخل إليه في ذلك الجيل، يقول: "لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني" (يو 5: 46). والآن لا تظنوا أن هذا المزمور بكامله وضعه موسى... إنما اُستخدم اسم خادم الله العظيم من أجل أمرٍ جوهري يوجه انتباه القارئ أو المستمع، إذ يقول: "يا رب ملجأ كنت لنا من جيل إلى آخر" [1]. * ليتنا نقول للرب إلهنا "يا رب ملجأ كنت لنا في دور فدور" (مز 90: 1). لقد كنت ملجأ لنا في الجيل الأول والثاني. لقد كنت ملجأ لنا، فولدنا نحن الذين لم نكن قبلًا موجودين. لقد كنت ملجأ لنا فولدنا من جديد نحن الذين كنا أشرارًا. لقد كنت ملجأ في إطعامك للذين هجروك، أنت ملجأ فتقيم أطفالك وتقودهم. "أنت ملجأ لنا"، إننا لن نهجرك، إذ خلصتنا من كل شرورنا وملأتنا بكل أعمالك الصالحة. لقد وهبتنا إياها الآن وأنت تعاملنا برفقٍ حتى لا نخور في الطريق. إنك تصلحنا وتؤدبنا وتلطمنا وتوجهنا حتى لا نضل السبيل، فتعاملنا بحنان حتى لا نخور، أو تؤدبنا حتى لا نحيد عن الطريق . القديس أغسطينوس * الله ملجأ وقوة لكل من استطاع أن يقول: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (رو 4: 13)، فالله هو القوة. قد يقول الكثيرون: "الله ملجأنا" و"يا رب ملجأ كنت لنا" (مز90: 1). لكن قليلين يردودنها بالاستعداد الذي كان للنبي، قليلون هم الذين لا يتأثرون بالأمور البشرية... لكنهم متعلقون بالله... يستمدون منه شجاعتهم ويضعون فيه كل رجائهم وأملهم... القديس باسيليوس الكبير مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ، أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَة، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ [2]. الله غير المتغير العامل في آبائنا لا يزال يعمل فينا، وسيعمل في الأجيال القادمة إلى يوم مجيئه. محبته أزلية غير محدودة وخالدة! يرى القديس أغسطينوس أن الله السرمدي، الكائن قبل خلقة الطغمات السماوية السامية والمرتفعة كالجبال، وخلقة الإنسان الذي أوجده من التراب، هو ملجأ مستعد لحمايتنا متى التجأنا إليه. * أنت الذي هو السرمدي، الكائن قبل أن نكون، وقبل أن يوجد العالم، صرت ملجأ لنا حالما نتوجه إليك. أما تعبير "قبل الجبال" فيبدو لي أنه يحمل معنى معينًا. فإن الجبال هي المناطق المرتفعة عن الأرض... فيقصد بالجبال ارتفاع الملائكة، وانحطاط الإنسان يُعنى بالأرض... إذ خلق الله الإنسان من تراب الأرض (تك 2: 7). القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | كلمة الرب تناسب كل الأجيال |
مزمور 116| الانطلاق إلى أرض الأحياء |
مزمور 78 | الاستماع إلى الكلمة عبر الأجيال |
مزمور 27 - ما هي أرض الأحياء؟ |
ان تقوم بختياره كملجأ |