عندما نتكلم عن غرض هذا السفر، لا بد أن نشير إلى أنه لم يُذكَر فيه اسم الله ولا مرة، بينما ذُكر اسم الملك الوثني أحشويروش 30 مرة، واسم هامان الشرير 54مرة!! ولو عرفنا الغرض من وراء عدم ذكر اسم الله، عرفنا الغرض من السفر كله، للأسباب الأتية:
- السفر كُتِبَ ليُرينا عظمة الله وهو يسيطر على الأحداث التي تحدث على الأرض، وكيف أنه، وهو يسيطر عليها، لا يلغي حرية الأشرار، ولا حتى الشيطان؛ بل على العكس يستعمل ويوجِّه هذه الحرية، لكي تتمم مشيئته وتظهر مجده!! وكيف أنه يوجِّه كل الأحداث بهذا السلطان لتصنع في النهاية خير شعبه!! ألا أن العجيب هو أنه يفعل كل هذا من وراء الستار دون أي تدخّل ظاهر!!
- السفر كُتِب ليعرِّفنا ما هو موقف الله من اليهود الذين لم يهتموا بأمور الله المتمثلة في مدينته وهيكله؛ فهو، وإن كان لم يحرمهم قَطّ من عنايته الفائقة، لكنه لم يربط بهم قَطٌّ اسمه الكريم، ولم يُظهر لهم قَطّ جلال هذا الاسم!!
وعليه نقول إن سفر أستير يقودنا للسجود أمام الجلال الإلهي البادي أولاً في حنانه وسلطانه، ثم ثانيًا في صرامته وقداسته.