* لا توجد خطية تفرق الإنسان عن الله والناس مثل خطية الحسد، لأن هذا المرض أشد خبثًا من محبة الفضة. لأن محب الفضة يفرح متى ربح شيئًا، أما الحاسد فيفرح متى خسر أحد شيئًا أو ضاع تعبه سدى. ويحسب خسائر الآخرين ربحًا له أكثر من أي نجاح، فأي شرٍ أعظم من هذا؟!
يتورط الزاني في الخطأ لأجل لذة مؤقتة، وقد تكون للسارق حجة الفقر، ولكن أي عذرٍ تقدمه أيها الحاسد...؟! الحاسد يعذب نفسه ولو لم يحدث له ضرر مما يحسده، لهذا خطيئة الحسد أشر الخطايا وأشنعها. لأن الحاسد لا يمكنه مفارقة خطيته، بل يكون كالخنزير المتمرغ في الحمأة، ويماثل بفعله الشيطان...
لهذا أقول لكم إنه إن كان أحدكم يصنع المعجزات أو يحفظ البتولية أو يكون صوامًا أو باسطًا كفّيه أو ينام على الأرض ويصل بهذه الوسائط إلى فضيلة الملائكة، ولكن فيه آلام الحسد، فلا محالة يكون أشر من جميع الخطاة وأردأ منهم.