13«وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي. تَبّاً لَهُمْ لأَنَّهُمْ أَذْنَبُوا إِلَيَّ. أَنَا أَفْدِيهِمْ وَهُمْ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ بِكَذِبٍ. ويل لهم لأنهم هربوا عنى , أو أنا مش هربان من ربنا ؟ طيب أيه اللى بيجعلنى أهرب من ربنا ؟ أهى عواطفى أو مشاعرى أو رغباتى أو عقلى أو شكى , وساعات الإنسان يهرب من ربنا كده يعنى واخد على خاطره من ربنا لأنه طلب من ربنا شوية حاجات وربنا لم يعطيها له , وخلاص بقى يتناسى ربنا , أو ساعات الإنسان يهرب من ربنا لأنه واخد على خاطره من ربنا لأن ربنا ضربه ضربة أو جعله يفشل فى حاجة ولم يعطيه ما كان يطلبه , وساعات الواحد بيهرب من ربنا لأن جواه شهوة وهو عارف أن الشهوة دى غلط لكن هو متمسك بيها ومش عايز يتنازل عنها , فمن السهل جدا أنه يبيع ربنا من أجل الشهوة بتاعته , وفى واحد بيهرب من ربنا لأنه مش عايز يتعب ومش عايز يجاهد , وشاعر أنه لو حايمشى مع ربنا وحا يقف قدام ربنا بيبقى فى تعب وفى جهاد , وهو يعنى مش عايز يتعب دماغه ومش عايز يتعب جسده , فموضوع ربنا ده نأخذه خفافى يعنى , وأحنا عارفين أنه صعب أننا نهرب من ربنا , فنقوم نعمل أن أحنا نهرب عن ربنا , يعنى آه مفيش مانع نجعل ربنا على الماشى وحاجة خفافى كدة , نشوف فى مؤتمر ولو طالعين أصحابى وصاحباتى , بأبقى عايز أروح , ومفيش مانع أروح وأقعد أتكلم وأرغى معاهم وأفرح معاهم وأضحك معاهم ومفيش مانع أهو نصلى لينا صلوتين فى خمس دقايق أو عشر دقايق , وبعد كدة نشت ونسرح ونتوه , وأحنا بكده ما هربناش من ربنا لكن للأسف هربنا عن ربنا , والسؤال دلوقتى مين اللى قال ليك أن ربنا بيسبب حرمان وتعب وأن ربنا عايز يبهدل الإنسان ويشغله وليه بتهرب من ربنا يا إنسان؟ وبتهرب عن ربنا إذا ما قدرتش تهرب منه ؟ طيب أول واحد هرب من ربنا كان مين ؟ طبعا آدم لما قال سمعت صوتك فخشيت ولأنى عريان فأختبأت , يعنى هربت وأستخبيت منك , وهو ده أحنا بنهرب من ربنا لأننا مش عاوزين ربنا يكشف الغلط اللى جوانا , وعلشان كده ممكن نقف نصلى لأن أحنا مش قادرين نهرب من الصلاة لكن نقدر نهرب عن الصلاة فنقف نصلى وفكرنا يشت ويسرح ويروح ويجيب ويجيب ويروح وينام وينعس , مش قادرين نهرب من الإجتماع , أصل لو أنا مشيت وما بقيتش قاعد حا يظهر إن أنا زوغت وبعدين يزعل منى أبونا أو الواعظ ويقول لى أنت ليه تركت الإجتماع , لكن الحل أن أنا ممكن أهرب عن الإجتماع , يعنى أنعس وأنا قاعد وأسرح وأفكر فى حاجة تانية وبأكرر ليه بنهرب من ربنا ؟ الحقيقة فى مظاهر كثيرة للهروب , عن طريق الدوشة الكثيرة اللى بنعملها والزعيق الكثير اللى بنعمله وهو ده نوع من الهروب , والنوم الكثير ده نوع من الهروب , والفرجة الكثيرة على التليفزيون ده نوع من الهروب , أو أنى أقعد أتكلم كثيرا مع الناس ده أيضا نوع من الهروب , أو أن أنا أشتغل كثيرا هو نوع من الهروب , وهو ده اللى قاله هوشع ويل لهم لأنهم هربوا عنى , لكن حاتهرب من ربنا فين والله مازال يبحث عن الإنسان , وإذا كان آدم الأول هرب فآدم الثانى جاء لكى يرجع الهربان , لكن الحاجة العجيبة اللى هرب منها يونان أنه ماكانش عايز يروح لمدينة وثنية ويبشرها ويتوبها , فوقع فى أيد البحارة الوثنيين ! , يعنى يونان مش عايز يشتغل بين وثنيين ليعرفهم ربنا وهرب من الموضوع ده , لكن فى نفس الوقت دخل فى الموضوع الثانى أنه حا يعرف الوثنيين ربنا وحا يكون ليهم رحمة , وعلشان كده اللى الإنسان بيهرب منه دايما حا يلاقيه بصورة أو بأخرى