|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"في كلام الحق، في قوة اللَّه، بسلاح البر لليمين ولليسار"]7[. "في كلام الحق": أي الشهادة بكلمة اللَّه، الحق الإلهي المقدم من قبل اللَّه. "في قوة اللَّه": يتكلم الشخص كمن له سلطان من قبل اللَّه؛ فتنطلق الكلمة من القلب إلى القلب لتحرك كل كيانه بالقوة الإلهية. لا يعني بقوة اللَّه هنا مجرد المعجزات، وإنما العمل الإلهي في تجديد إرادة السامع وأفكاره وعواطفه، أي شوقه لقبول الكلمة. "بسلاح البر لليمين ولليسار" تحدث الرسول بولس عن سلاح اللَّه في (أف ٦: ١٣-١٧)، الذي يحوي منطقة الحق ودرع البرّ وحذاء إنجيل السلام وترس الإيمان وخوذة الخلاص وسيف الروح. بسلاح اللَّه الكامل نغلب العدو الشرير تحت كل الظروف. بقوله "لليمين ولليسار"، يعني أننا نغلب في وقت الفرح كما في وقت الأحزان، أو في مقاومة الشر والفساد كما في مقاومة البرّ الذاتي. v يدعو هذه الأمور "يسارا" التي تبدو كأنها محزنة، كأن مثل هذه لها مكافأة. لماذا يدعوها هكذا؟ إما حسب فهم الكثيرين لها، أو لأن اللَّه أمرنا أن نصلي ألا ندخل في تجربة. القديس يوحنا الذهبي الفم v تعمل الفضيلة في اتجاهين مختلفين: أولهما الإيمان، وثانيهما السلوك وفقًا لضميرنا. ونحن هنا ننمي أنفسنا في كلا الاتجاهين، فلا يمسنا العدو بتجاربه ونحن لابسين درع الإيمان "في كلام الحق في قوة اللَّه، بسلاح البرّ لليمين واليسار" ]7[. القديس غريغوريوس أسقف نيصص v الإنسان الذي بحقٍ يبحث عن البرّ بحسب الفهم البشري يتزود بأذرع البرّ لليسار. والإنسان الذي يفعل ذات الأمر حسب تعاليم الحق والذي يبحث في هذا العمل عن الابن "البرّ" يحمل سلاح اليمين. القديس ديديموس الضرير v أسلحة البر التي لليمين هي تلك التي تسر الذهن، وأما التي لليسار فهي لا تفعل ذلك. الأب ثيؤدورت أسقف قورش v بالنسبة لمن يرتفع فكره تبدو له كل الأشياء متساوية في الكرامة، ولا يُفضّل شيئًا عن الآخر، لأن فترة الحياة تجري بالمتناقضات على قدم المساواة. وفي مصير كل شخص توجد قوة للحياة إما صالحة أو شريرة. كما يقول الرسول: "بأسلحة اليمين واليسار، بكرامة أو هوان". لذلك فالشخص الذي يطهّر ذهنه وبحق يمتحن حقيقة الوجود يسير في طريقه من الميلاد إلى الموت، لا يفسده بالملذات أو يحطمه بالعنف، ولكن بحسب عادة المسافرين يتأثر قليلاً بما هو يلاقيه. فإنه عادة ما يسرع المسافرون عند نهاية الرحلة سواء كانوا يسيرون عبر المروج والحقول المخصبة أو عبر البراري والأماكن القاسية، فالمسرّات لا تعطلهم، والأمور المحزنة لا تعوق سبيلهم. لذلك فإنه هو نفسه يُسرع دون ارتباك عن الهدف الموضوع أمامه، غير منحرفٍ عن الطريق. إنه يعبر هذه الحياة متطلعًا إلى السماء وحدها، وذلك مثل قائدٍ صالحٍ يوجّه سفينته إلى موقع الوصول العلوي. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|