|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فأَمسَكَ الكرَّامونَ خَدَمَه فضرَبوا أَحدَهم، وقتَلوا غيرَه ورَجَموا الآخَر" تشير عبارة "أَمسَكَ الكرَّامونَ خَدَمَه" إلى كَرَّامينَ أشرّار وعصاة وقساة القلوب الذين رفضوا وجود علاقة مع صاحب الكَرْم، وذلك برفضهمَ خَدَمَه، إذ اعتبروا أنفسهم أصحاب الكَرْم، ولم يُصغوا للكلمة، كما قال فيهم أشعيا النبي "يا رَبُّ مَنِ الَّذي آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا" (أشعيا 53: 1). وهؤلاء يرمزون إلى قادة اليهود الدِّينيِّين، وبهذا يصف المَثَل اضطهاد الأنبياء ورفضهم من قبل قادة الأمَّة الدِّينيِّين. أمَّا عبارة "خَدَمَه" فتشير إلى الأنبياء الذين أرسلهم الله في ازمه مختلفة ليدعوا النَّاس إلى الله الواحد. أمَّا عبارة "ضرَبوا، قتَلوا، رَجَموا" فتشير إلى تطبيق كلام يسوع على عمل اليهود بالأنبياء في درجة أولى: "أورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إِليها! " (لوقا 13: 24) وردت هذه النبوءة على لسان ارميا النبي "وقَد أَرسَلتُ إِلَيكم جَميعَ عَبيدِيَ الأَنبِياء بِلا مَلَلٍ قائِلاً: لا تَصنَعوا قَبيحَةً مِثلَ هذه، فإِنِّي أَمقُتُها" (ارميا 44: 4). أمَّا عبارة "فضرَبوا" فتشير إلى معاملة الذين جُلدوا الرُّسل (أعمال الرسل 5: 40)؛ وأمَّا عبارة "قتَلوا" فتشير إلى الذين قتلوا زكريا بين الهيكل والمذبح (متى 23:35 وأيام الثاني 24:2) والذين قتلوا يعقوب الرَّسول (أعمال الرسل 12: 2)؛ وأمَّا عبارة "رَجَموا الآخَر" فتشير إلى الذين رجموا إرميا النبي في مصر ورجموا إسطفانس في اورشليم (أعمال الرسل 7: 85-95)، كما تذكرنا هذه الآية ما ورد في رسالة العبرانيين "رُجِموا ونُشِروا وماتوا قَتْلاً بِالسَّيف وهاموا على وُجوهِهِم" (العبرانيين 11: 37). ونجد هنا العُنف كنتيجة للرَّفض. ويستمر هذا الرَّفض والتنكُّر حتى يومنا هذا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|