33 "إِسمَعوا مثلاً آخَر: غَرَس رَبُّ بيت كَرْماً فسيّجه،
وحفَرَ فيه مَعصَرَةً وبَنى بُرجاً، وآجَرَه بَعضَ الكرَّامين ثُمَّ سافَر".
"الكَرْم " فتشير إلى رمز مأخوذٍ من أشعيا حيث يقول إنَّ إسرائيل كَرم الله " إَنَّ كَرْمَ رَبِّ القواتِ هو بَيتُ إِسْرائيل وأُناسُ يَهوذا هم غَرْسُ نَعيمِه"(أشعيا 5: 7). وصورة الكَرْم أو الكَرْمة كثيرًا ما وردت في كتب العهد القديم للدلالة على إسرائيل كشعب لله. يترنَّم صاحب المزامير بقوله " مِن مِصرَ اقتَلَعتَ كَرمَةً ولتَغرِسَها طَرَدتَ أمَمًا مَهَّدتَ لَها فأَصَّلَت أُصولَها ومَلأَتِ الأَرض " (مزمور 80: 9-10)؛ وإن هوشع هو أول من وصف بني إسرائيل بالكَرْمة التي اختارها الله ثم نَبَذها (هوشع 10: 1) وتبعه ارميا (2: 21) وحزقيال (15: 1-8) وثم أشعيا (5: 2)؛ وأخيرًا في العهد الجديد نجد المَثَل في إنجيل لوقا "غَرَسَ رَجُلٌ كَرْماً فآجَرَه بَعضَ الكَرَّامين وسافَر مُدَّةً طَويلة" (لوقا 20: 9). ويسوع ينقل هذا الموضوع إلى مثل الكرَّامين القتلة ويضعه في صيغة تطبيقية جديدة. فالكَرْم يُشير أيضًا إلى مَلكوت الله على الأرض، أي الكنيسة