|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال لها يسوع (أي لمريم المجدلية) لا تلمسيني فتقدمتا (أي مريم ومريم الأخرى) وأمسكتا بقدميه وسجدتا له ( يو 20: 17 ) الإمساك بقدمي يسوع! في هذين الجزئين من الكتاب لا نجد أثرًا للتناقض، بل تنوع فريد لخطوط الحق ومدى توافق كل إنجيلي مع ما يبرزه في اتجاه كتابته. ويا له من كمال أدبي يلفت أنظارنا! ففي إنجيل متى، ذات الطابع اليهودي بصفاته الواضحة في التعليم، عندما تكلم الرب عن موته وقيامته، يضيف «ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل» ( مت 26: 32 ). لقد رُفض المسيا من اليهود ومن أورشليم، ولكنه بعدما أُقيم من الأموات يوحِّد نفسه معهم. إنه لم يَزَل يعترف بفقراء القطيع «أذل الغنم» في الجليل، وهم عيّنة للبقية في المستقبل التي تكلم عنها الأنبياء، عندما يستحضرهم إلى بركتهم الموعود بها في ظهوره وملكوته. ومما لا شك فيه أننا لا نجد حادثة الصعود في متى. وهذا هو السبب أيضًا لماذا أرسل الملاك الرسالة إلى التلاميذ لمُلاقاة يسوع في الجليل، والتي تثبتت بعد ذلك بربنا نفسه، وتمت بالرسل ( مت 28: 5 ، 10، 16). وهنا نجد يسوع كالمسيا، الذي مات لأجل هذه الأمة، وهو قادر الآن على أساس عمله أن يعترف بالعلاقة مع البقية الأمينة. وفي ضوء هذا، فقد سُمح للمرأتين أن تُمسكا بقدميه وتسجدا له، لأن الفكر اليهودي أن يصبح المسيا موجودًا بجسده معهم على الأرض. وسيُستعلن هذا في الوقت المناسب. أما في يوحنا فهناك خط مختلف. نجد في إنجيله الآب والابن. والرب يسوع يرى المؤمنين كمَن تعلَّموا أنهم محبوبون من الآب، وهم عطية الآب له، كما أن نصيبهم بيت الآب. وعند عودته إلى أبيه، تكلَّم عن إرسال الروح القدس ليكون معنا وفينا طوال مدة غيابه، وأنه سيعود ثانية ويأخذنا لنفسه، وحيث يكون هو نكون نحن كذلك معه. ولذلك فإننا نجد في يوحنا20: 17 العلاقات الجديدة لكوننا أولادًا لله، وإخوة للمسيح، لا بالارتباط بالمسيا المنظور على الأرض، بل مع رب المجد، ليس كمَن هو ههنا، بل كمَن هو في السماء. وهذا هو المبدأ المسيحي وليس اليهودي. ولذلك فقد مُنعت مريم أن تلمسه، بل كان عليها أن تذهب وتُخبر الآخرين عن دائرة وجوده كالصاعد إلى أبيه، وليس هنا على الأرض. وعليهم أن يعرفوه ويخدموه ويكرموه كمَن عاد إلى أبيه. ولذلك فإن علاقات المسيحي سماوية وإلى الأبد! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|