بينما كان إرميا النبي في السجن لم يكن منشغلًا بحاله ومتاعبه ووحدته، إنما بشعبه الذي يسقط تحت السبي بسبب الخطية، والدمار الذي يلحق به. لهذا فتح الله عن عينيه ليرى ما في قلب الله من جهة شعبه. فإن الله يريد مباركته كما يخطط لأجل تحقيق ذلك، فيجعله أشبه بمدينة سماوية، أورشليم العليا، مدينة مسوَّرة لن يقدر أن يقتحمها عدو، مملوءة صحة، لا تعاني بعد من مرضٍ، طاهرة ونقية، لا تفسدها أو تنجسها خطية، متهللة كعرسٍ دائمٍ لا ينقطع.
يجعل شعبه أشبه بمرعى سماوي يشبع ويروي كل احتياجات المؤمنين، وبقصرٍ ملوكيٍ، يقيم فيه المسيا الملك ابن داود، وبهيكلٍ مقدسٍ يخدم فيه رئيس الكهنة الأعظم ربنا يسوع.
هذا هو اشتياق الله من جهة شعبه الذي يقيم معه عهدًا أبديًا.