|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد الفعل للشراء: 16 ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى الرَّبِّ بَعْدَ تَسْلِيمِ صَكِّ الشِّرَاءِ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا قَائِلًا: 17 «آهِ، أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ، هَا إِنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَبِذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ. لاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ شَيْءٌ. 18 صَانِعُ الإِحْسَانِ لأُلُوفٍ، وَمُجَازِي ذَنْبِ الآبَاءِ فِي حِضْنِ بَنِيهِمْ بَعْدَهُمُ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 19 عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ، وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ، الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ. 20 الَّذِي جَعَلْتَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَفِي إِسْرَائِيلَ وَفِي النَّاسِ، وَجَعَلْتَ لِنَفْسِكَ اسْمًا كَهذَا الْيَوْمِ، 21 وَأَخْرَجْتَ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَمَخَافَةٍ عَظِيمَةٍ، 22 وَأَعْطَيْتَهُمْ هذِهِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتَ لآبَائِهِمْ أَنْ تُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا. 23 فَأَتَوْا وَامْتَلَكُوهَا، وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِكَ، وَلاَ سَارُوا فِي شَرِيعَتِكَ. كُلُّ مَا أَوْصَيْتَهُمْ أَنْ يَعْمَلُوهُ لَمْ يَعْمَلُوهُ، فَأَوْقَعْتَ بِهِمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ. 24 هَا الْمَتَارِسُ! قَدْ أَتَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَأْخُذُوهَا، وَقَدْ دُفِعَتِ الْمَدِينَةُ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَهَا بِسَبَبِ السَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ، وَمَا تَكَلَّمْتَ بِهِ فَقَدْ حَدَثَ، وَهَا أَنْتَ نَاظِرٌ. 25 وَقَدْ قُلْتَ أَنْتَ لِي أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ الْحَقْلَ بِفِضَّةٍ وَأَشْهِدْ شُهُودًا، وَقَدْ دُفِعَتِ الْمَدِينَةُ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ». [16-25]. يلاحظ في صلاة إرميا أو تسبحته الآتي: أولًا: لم ينشغل إرميا بشراء الحقل، فقد أدرك أنه لن يعيش على الأرض حتى يتسلم الحقل... لكن ما كان يشغله هو الله نفسه خالق السماء والأرض، الذي يبسط يديه بالحب لمؤمنيه وهو قدير على خلاصهم. حاول إرميا أن يسّكِن من مخاوفه وقلقه بالتفكير بأنه لا شيء يستحيل على الله الذي خلق الكون فهو يفعل ما يشاء. ومع ذلك فهناك مشكلة خطيرة تتعلق بيهوذا، لأن الأمة رفضت سلطان الله عليها (لو 19: 14)، ولأن كل شيء مكشوف بالنسبة لله فلا يمكن لأي شر أن يختفي عن نظر الله. ثانيًا: صلى بحزن إلى الله الذي هدأ من روعه ليطمئن على المستقبل. كان الحصار ضد أورشليم يشهد بأن إنذارات الله السابقة قد أضحت حقيقة ماثلة الآن، لذلك كان يصعب على إرميا أن يعتقد أن الله الغير متغير وكلي القدرة يمكن أن يأمره بشراء الأرض بينما كانت نهاية الحياة الطبيعية في يهوذا قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى. ومع ذلك فقد أُمر النبي أن يتصرف كما لو كان للأرض مستقبل مجيد ورائع، وكان إيمانه وطاعته في ظل هذه الظروف نموذجًا للسلوك يحتذي به كل من المؤمنين الحقيقيين (عب 11: 6). ثالثًا: يقول: "الإله العظيم الجبار رب الجنود اسمه". اهتم موسى النبي أن يسأل الله عن اسمه (خر 3)، فأعلن الله له أن اسمه "يهوه"، هنا أيضًا يعلن الرب عن اسمه أنه "رب الجنود"، فالله فوق الأسماء كما يقول القديس إكليمنضس السكندري، لكنه يعلن اسمه حسب احتياجنا. احتاج موسى إلى الله ككائنٍ يحل وسط شعبه، فقدم الله اسمه "يهوه"أي "أنا كائن"، وإرميا يدخل في آلام كثيرة ومرارة، لذلك يعلن الله له عن اسمه "رب الجنود"... وأخيرًا جاء السيد المسيح الابن الوحيد ليعلن اسم أبيه للبشر كآب... يقول القديس جيروم: [لم يكن هذا الاسم معروفًا في الماضي، إذ يقول الرب: "أنا أظهرت اسمك للناس" (يو 17: 6). فإن كل ابنٍ في الحق يحمل اسم أبيه]. رابعًا: يحدثنا في [23] عن ثلاثة أسباب لدمارهم: أ. لم يطيعوا الصوت الإلهي. ب. لم يسلكوا في ناموسه الإلهي. ج. لم يتمموا شيئًا من وصاياه الإلهية! لقد حرموا أنفسهم من الصوت الإلهي، والناموس الإلهي، والوصية الإلهية؛ وإن كان من الصعب وضع حدٍ فاصٍل للتمييز بين هذه الثلاثة إلا إنه يمكننا القول: حرموا أنفسهم من اللقاء الشخصي مع الكلمة الإلهية أو الصوت الإلهي، لقاء الحب والود! حرموا أنفسهم من الناموس أو الشريعة الإلهية كقائد لهم في الطريق الملوكي حتى لا ينحرفوا يمينًا أو يسارًا عن الطريق الملوكي أو طريق الحياة. وأخيرًا حرموا أنفسهم من الوصية الإلهية التي قدمها الله للإنسان ليعلن بطاعته لها عن تجاوبه مع الحب الإلهي، فيدخل في حب مشترك بين الله والإنسان! خامسًا: يصف الله المحرر من السبي بعدة سمات تتحدث عن عظمة قدرته: أ. خالق السماء والأرض بقوته العظيمة [17]. ب. إله المستحيلات، لا يعسر عليه شيء [17]. ج. محب ومترفق بالآلاف [18]. د. يجازي الآباء في أبنائهم المصرين على السلوك بروح آبائهم لكي يؤدب الكل. ه. الله العظيم الجبار [17]. ح. عظيم في المشورة [19]. ز. الإله القدير [19]. ط. العارف كل شيء، عيناه مفتوحتان على طرق بني آدم ليعطي كل واحٍد حسب طرقه وحسب ثمر أعماله [19]. ى. إله العجائب والمعجزات [20]. ك. واهب الخروج لشعبه بقوة [21]. ل. إله المواعيد الصادقة: واهب أرض الموعد [22]. م. يؤدب على الشرور [23]. سادسًا: لم يتحدث عن التأديب الإلهي إلا بعد أن كشف عن حب الله الفائق واهتمامه بالإنسان، إذ خلق الكل لأجله، وقدم له المستحيلات، مع المشورة الإلهية العظيمة. إنه يشتهي حريته فيخرجه كما من عبودية فرعون، ويدخل به إلى أرض الموعد فلا يعتاز شيئًا، وأخيرًا إذ يصمم الإنسان على العصيان لا يوجد طريق آخر غير التأديب الإلهي مهما بدى قاسيًا. سابعًا: تحدث في تسبحته للرب عن الخروج من مصر، وهو موضوع لم يشغل موسى النبي وحده بل ورد في الأسفار التاريخية والمزامير وكتب الأنبياء، ويردد كثيرًا في ليتورجيات الأعياد اليهودية والتسابيح التي كانت تُقدم في الهيكل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|