|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ [24]. من يسلك في شركة مع السيد المسيح، شمس البرّ، يسلك في النهار، وتصير حياته يومًا مفرحًا. أما من يعتزل مسيحه، فتكتنفه ظلمة الخطية، وتصير حياته ليلًا لا نور فيه. يرى القديس إيرينيؤس أن هذه العبارة تشير إلى مجيء السيد المسيح في اليهودية. * ما هو معنى: "هذا صنعه الرب"؟ إنه ليس بصنع بشري أن يُعد حجر الزاوية... ولا بملائكة ولا رؤساء ملائكة. على أي الأحوال ليس لأحد سلطان، لا بار، ولا نبي، ولا ملاك، ولا رئيس ملائكة، إنما هو عمل الله نفسه. هذا العمل يمثل سمته فوق كل شيءٍ. القديس يوحنا الذهبي الفم * ما نغني به لربنا فلنمارسه عمليًا بمعونته. لكي نتأكد أن كل يوم صنعه الرب، قيل بسبب حسن عن يوم معين: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب". نقرأ أنه عندما خلق السماء والأرض، قال الله: "ليكن نور" وكان نور، ودعا الله النور نهارًا، والظلمة ليلًا (تك 3:4-6). لكن يوجد يوم آخر تأسس حسنًا وبطريقة محددة نمتدحه، يقول عنه الرسول: "لنسلك كما يليق بالنهار". ذاك اليوم عامة يُدعى "اليوم"، يتحقق بشروق الشمس وغروبها. غير أنه لا يزال يوجد يوم حيث يشرق كلمة الله على قلوب المؤمنين ويبدد الظلمة، لا عن الأعين، بل العادات الشريرة. لنعترف إذن بهذا النور. لنفرح فيه، ولنصغِ للرسول وهو يقول: "نحن أبناء النور، أبناء النهار، لسنا من ليلٍ ولا من ظلمةٍ" (راجع 1 تس 5:5) . القديس أغسطينوس * يدعو النبي مدة أعمال تجسد ابن الله يومًا، فإن كل ما صار في هذه المدة هو عمل الرب، أعني مصالحة الله مع البشر، وزوال القتال الزمني (في المؤمن) وارتفاع الطبيعة البشرية فوق أعلى السماوات، وانفتاح أبواب الفردوس، واستعادتنا الكرامة الأولى، وإبادة اللعنة، ونقص عزة الخطية، وكسر شوكة الموت. فمن أجل أعمال الرب هذه نبتهج ونفرح لقبولنا مواهبه بإشراقه. وقد دعا النبي هذه المدة يومًا، لأن أول يوم للخليقة كان رسمًا لها، والذي هو معتزل عن سائر الأيام التي خلقها الله، إذ خلق النور الذي بإشراقه وغروبه يصنع النهار والليل، اللذين بعد ذلك صارا اليوم، ولهذا دعاه الله "يومًا واحدًا". الأب أنسيمُس الأورشليمي * يوم مختلف عن سائر الأيام التي صارت منذ بداية الخليقة، والتي بها نقيس الزمن. هذا اليوم (قيامة السيد المسيح) هو بداية خليقة أخرى. لأن الله في هذا اليوم خلق سماءً جديدة وأرضًا جديدة (إش 65: 17) كما يقول النبي. أية سماء هذه؟ هي الثبات في الإيمان بالمسيح (لو 8: 15). وأية أرضٍ؟ هي القلب الصالح (إش 61: 11). أقول كما قال الرب، الأرض التي تشرب المطر الذي يسقط عليها، وتجعل السنابل حاملة الثمار تنضج. في هذه الخليقة الجديدة، الشمس هي الحياة النقية، والنجوم هي الفضائل، والهواء هو المدينة الطاهرة، والبحر هو عمق غنى الحكمة والمعرفة، الخضرة والعشب هما التعاليم الصالحة الإلهية، حيث يرعى شعب مرعاه (مز 75: 7)، أي رعية الله. والشجر الذي يثمر هو تتميم الوصايا. في هذا اليوم خُلق الإنسان الحقيقي، الذي صار بحسب صورة الله ومثاله (تك 1: 26) . القديس غريغوريوس النيسي * "ويصعدون من الأرض" (هو 1: 11)، بمعنى أنهم يحيون حياة القدِّيسين حسنًا، "لأن يوم يزرعيل عظيم". بالحقيقة عظيم هو يوم المسيح، عندما يقيم كل الأموات إلى الحياة. حقًا ينزل من السماء، ويجلس على عرشه المجيد، "ويجازي كل واحدٍ حسب أعماله" (مت 16: 27). لذلك إن أراد أحد أن يفهم "اليوم" أنه وقت الافتقاد، عندما تُمنح مغفرة الخطايا بواسطة المسيح لليونانيين واليهود والذين أخطأوا ضده، فإن هذا ليس فيه انحراف. فإن داود أشار إلى وقت مجيء مخلصنا بالقول: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه" (مز 118: 24) . القديس كيرلس الكبير *يلاحظ العهد القديم هذا الرقم "8"، الذي يدعو بواسطتنا في اللاتينية "مجموعة شعرية من ثمانية أبيات" Octave، إذ يقول الجامعة: "أعطِ نصيبًا لسبعة ولثمانية أيضًا" (جا 11: 2). الثمانية في العهد الجديد، حيث قام المسيح فيه، وهو اليوم الذي فيه الخلاص الجديد أشرق على الجميع. إنه اليوم الذي صنعه الرب، لنفرح ونبتهج فيه (مز 118: 24). القديس أمبروسيوس * بالتأكيد صنع الرب كل الأيام، لكن الأيام الأخرى قد تُنسب لليهود أيضًا والهراطقة، وقد تُنسب للوثنيين. يوم الرب هو يوم القيامة، يوم المسيحيين، ويومنا... عندما يدعوه الوثنيون يوم الشمس Sunday نكون سعداء للغاية أن نعرف هذا اللقب، لأنه اليوم يشرق "شمس البرّ، والشفاء في أجنحتها" (مل 4: 2). هل للشمس أجنحة؟ فليجب اليهود ومن هم على شاكلتهم الذين لا يقبلون إلا التفسير الحرفي للكتاب المقدس. * [عن أحد القيامة] كما أن العذراء مريم، والدة الرب، تحتل المكان الأول بين النساء، هكذا هذا اليوم هو أم الأيام بين كل الأيام. سأخبركم بشيءٍ جديدٍ، معتمدًا على الكتاب المقدس. هذا اليوم هو واحد من السبعة (أيام) وواحد يتعدى السبعة. يُدعى هذا اليوم بالثامن، وهو السبب في أن بعض المزامير عنوانها "لأجل الثامن for the octave". هذا هو اليوم الذي فيه ينتهي المجمع، وتُولد الكنيسة. هذا هو اليوم من جهة العدد، فإن ثمانية نفوس حفظت في فلك نوح (تك 7: 14)، وهو يطابق الكنيسة كقول بطرس (1 بط 3: 20-21). * اليوم (أحد القيامة) أزال المسيح - ومعه اللص - السيف الملتهب (تك 3: 24)، وأعاد فتح باب الفردوس الذي لا يستطيع أحد أن يقتحمه. اليوم يقول للملائكةٍ: "افتحوا لي باب البرّ فأدخل به، وأحمد الرب" (راجع مز 118: 19). ما أن فُتح الباب لم يعد يُغلق بالنسبة للذين يؤمنون. القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|