|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ [22]. حجر الزاوية هو أهم حجر في البناء، يربط الحوائط معًا في الأساس، وأيضًا يوجد حجر زاوية يربط قوس الباب معًا وهو في أعلى الباب يربط القوس بضلعيه عن اليمين واليسار على شكل حرف V، بدونه ينهار الباب، ولا يقدر أحد أن يعبر إلى المبنى. كأن حجر الزاوية مخفي في الأساس أسفل المبنى، وظاهر في الباب في أعلى المدخل، فهو الخفي والظاهر، الأول والآخر، بدونه لا يقوم المبنى، وبدونه لا يدخل أحد. إنه حجر الزاوية المرذول من الأشرار، يطلبون صلبه مع الكتبة والفريسيين. وهو المحبوب من الأبرار، يقيم منهم مبنى على الصخر، بل ويجعل منهم حجارة حية. يقول القديس ديديموس الضرير: [الذين يقبلون الإنجيل، والمولودون من زرع لا يفنى هم جنس مختار ومُزكى. وفي نفس الوقت يصيرون حجارة حيَّة مبنيين على قمة الحجر الحي، المختار والمُكرم، أساس الرسل والأنبياء، لكي يُقام بيت الله الروحي.] * هذا الحجر معناه هو ذاته ربنا يسوع المسيح كما جاء في الإنجيل المقدس. من أجله جاء في نبوة إشعياء قوله: "هأنذا أؤسس في صهيون حجرًا، حجر امتحان (منتخبًا)، حجر زاوية، كريمًا أساسًا مؤسسًا، من آمن (به) لا يخزى" (إش 28: 16). من أجله أيضًا جاء في نبوة دانيال: "قُطع حجر بغير يدين" (دا 2: 34)، وهو ربنا يسوع المسيح الذي وُلد من القديسة مريم البتول التي لم تعرف رجلًا، هذا الذي وضعه أساسًا لكنيسته المقدسة. هذا الحجر الذي رذله البناؤون، الذين هم الكتبة والفريسيون ورؤساء اليهود الذين دعاهم الروح القدس في نبوة حبقوق: "ويل للباني مدينة بالدماء، والمؤسس قرية بالإثم" (حب 2: 11)، هؤلاء لم يقبلوا إنذاره. صار رأس الجامعة الذي ضم الطائفتين: الذين آمنوا من أهل الختان، والذين من الأمم. هذا الاتحاد لم يحدث من قبل البشر، ولا الملائكة، لكنه من عمل الرب الذي جمع في أقنومٍ واحدٍ اللاهوت والناسوت، كما ضم الشعوب المتفرقة إلى إيمان واحد. وهذا أمر عجيب في أعيننا. الأب أنسيمُس الأورشليمي * سيكافئ الرب التابعين له المخلصين، الذين يحملون هذه الأعمال بحبٍ وبهجةٍ وتقوى، ويستخدمهم في إنشاء المبنى الخاص به، حيث يسرعون نحوه كحجارة حيَّة تتشكل بالإيمان، وتصير صلدة للغاية بالرجاء، وتتحد معًا بالمحبة. * لتتأملوا فقط في وضع المسيح بين اليهود والأمم، أليس هو حجر الزاوية؟ إنكم تشاهدون في حجر الزاوية نهاية حائط وبداية آخر. فتقيسون حائطًا إلى هذا الحجر، ومنه أيضًا تقيسون حائطًا آخر، لذلك فإن حجر الزاوية الذي يربط الحائطين يُحصى مرتين، لهذا فإن يكنيا في رمز للرب كان كما لو كان على مثال حجر الزاوية، فإذ لم يسمح له أن يملك على اليهود، بل عبروا إلى الأمم، كذلك بالنسبة للمسيح "الحجر الذي رفضه البناؤون، قد صار رأسًا للزاوية" (مز 118: 22). فينبغي أن يصل الإنجيل إلى الأمم . * بدون حجر الزاوية الذي هو المسيح لا أرى كيف يمكن للبشر أن يُبنَّوا في بيت الله، لكي يسكن الله فيهم. القديس أغسطينوس * نتعلم من بطرس (1 بط 2: 5) أن الكنيسة هي جسد وبيت الله مبني بحجارة حية. العلامة أوريجينوس * يدعو بطرس ربنا يسوع المسيح حجرًا مختارًا وثمينًا، يتشكل بمجد اللاهوت وسموه. يدعوه حجر الزاوية، لأن خلال إيمان واحد يربط الشعبين - إسرائيل والأمم - معًا في وحدة. القديس كيرلس الكبير * كما أن الرب هو النور الحقيقي الذي يأتي إلى العالم للدينونة، هكذا عند مجيئه يعطي بصرًا للعميان، ويعمى الذين ينظرون في الطريق الخاطئ. إنه هم أيضًا حجر الزاوية المختار، يكرم الذين يربطون أنفسهم به في الإيمان، ويعلن ذاته لهم كأساس يُعتمد عليه. أما الذين لا يؤمنون، فلا يكون لهم ثمينًا، بل حجر صدمة وصخرة عثرة، يحسبه البناؤون كلا شيءٍ ويرذلونه. هؤلاء البناؤون هم الكتبة والفريسيون. القديس ديديموس الضرير * لكي يظهر أنه هو نفسه كان هذا الحجر، قال عنه: "كل من سقط على ذلك الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه" (لو 20: 18). اجتمع قادة الشعب معًا ضده، وأرادوا إسقاطه، لأن تعاليمه لم تسرهم. لكنه قال: "من سقط هو عليه يسحقه"، لأنه قاوم الوثنية من بين أمورٍ أخرى: "أما الحجر الذي ضرب التمثال، فصار جبلًا كبيرًا، وملأ الأرض كلها" (دا 2: 35). القديس مار أفرام السرياني * يقصد بالبنائين اليهود، معلمي الناموس، والكتبة والفريسيين، لأنهم رفضوه، قائلين: "إنك سامري وبك شيطان" (يو 8: 48)، وأيضًا: "إنه ليس من الله، بل يضل الشعب" (راجع يو 7: 12). القديس يوحنا الذهبي الفم * قيل عن أنبا مقار إنه بينما كان مرةً ذاهبًا إلى مصر مع الإخوة، سمع واحدًا ينوح قائلًا: "إذا سقط عليَّ مبنى من حجارة لا أموت، ولكن إذا سقط عليَّ كوخٌ من بوص، فإني أموت." تعجّب الشيخ من هذا الحديث، ولما رآه الإخوة متعجِّبًا ألقوا بأنفسهم على قدميه متوسلين إليه قائلين: "قُلْ لنا، يا أبانا، معنى هذا القول." فقال لهم: "يوجد سرٌّ عظيمٌ في هذا القول يا أولادي، هنا الحجر يُشبَّه بربنا يسوع المسيح كما هو مكتوبٌ بخصوصه: "الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قِبَل الرب كان هذا، وهو عجيبٌ في أعيننا" (مز 118: 22-23؛ مت 21: 42). هذا هو أيضًا الحجر الحقيقي الكثير الثمن الذي لأجله باع التاجر كل مشتهيات قلبه واشتراه (مت13: 45-46)، ووضعه في خفايا قلبه، وقد وجده أحلى من العسل والشهد (مز 19: 10). هذا هو ربنا يسوع المسيح، لأنّ الإنسان الذي يحفظ هذا الحجر في قلبه سيأخذ أجرًا في مجد ربنا يسوع المسيح في ملكوت السماوات الأبدي. في الحقيقة إنّ ربنا يسوع المسيح قد جعل وجهه مثل حجر صلب، حسب قول الرسول: "الصخرة كانت هي المسيح" (1 كو 10: 4). وقد "بذل ظهره للضاربين، وخدّيه للناتفين، ووجهه لم يستر عن العار والبصق" (إش 50: 6) لأجل خلاصنا نحن البشر. وإذ ضغط ربنا يسوع المسيح علينا بواسطة الأمراض بسبب عظم محبته لنا تبقى النفس في عدم الموت بسبب نقاوة القلب من الأوجاع. والشيطان من ناحيته عاجزٌ مثل البوص، فإذا سقط على إنسان وسيطر عليه بطغيانه، ولم ينتبه إليه الإنسان، ولم يصرخ إلى صلاح الله، فعندما يسقط في أوجاع إبليس ينسحب روح الله من هذا الإنسان، وهكذا تموت النفس بالرغم من أنها تكون أيضًا في الجسد بسبب السُّكْر بالأوجاع ونتانتها. فردوس الآباء |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|