|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ، فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ [5]. إن كان المرتل تحول من صيغة الجمع إلى صيغة المفرد، فإن المرتل حين يسبح، إنما يعبد الرب باسم الجماعة كلها، لأنه يحملها في قلبه. وحين تتعبد الجماعة بالروح والحق، إنما تقدم لله كل إنسان بشخصه، لأنها أم لجميع البشرية، وتشتهي ألا يهلك أحد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم، إنه هنا يظهر صلاح الله وحنوه، فهو لا ينقذ من الضيق لأجل استحقاقنا، ولا من أجل أعمالٍ صالحةٍ فعلناها، وإنما من أجل الضيقة نفسها. فعندما أنقذ شعبه قال: "إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم" (خر 3: 7). لم يقل رأيت فضيلة شعبي وتقدمهم، بل رأيت مذلتهم، وسمعت صراخهم. فهو أب رءوف يتحرك لخلاصهم من أجل الضيقة ذاتها. أما قول المرتل: "وأخرجني إلى السعة" أو "إلى الرحب"، فيكشف عن السبب الذي لأجله يسمح الله بالضيق: [الآن سمح بضيقتهم، لكي يجعل المتضايقين في حال أفضل وأسمى.] * كتب الرسول: نحن نفتخر بالأحزان، عالمين أن الحزن ينشئ صبرًا، والصبر امتحانًا، والامتحان رجاءً، والرجاء لا يخزى، لأن محبة الله انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا (رو 5: 5). وكما أن المصارع لا يسأل زوال الجهاد، بل يلتمس القوة والمعونة ومؤازرة عروضه، كذلك الصديق لا يطلب رفع الشدة عنه، لئلا يعدم الثواب، بل يسأل الرب الصبر. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|