|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
﴿اِذْهَب عَنّي يَا شَيطان، فَأنتَ لي حَجرُ عَثرَة، لأنَّ أَفكارَكَ لَيست أفكارَ الله، بَل أفكارُ البَشر﴾ (متّى 23:16)! أَنَّ الألمَ جُزءٌ أَصيلٌ مِنْ حَياتِنَا الأرضيّةِ وَطَبيعَتِنَا البَشريّة، فالجَسدُ يَتألّم والنّفسُ تَتَألَّم، بِصرفِ النّظرِ عَنْ مُعْتَقَداتِك وَانتِمَاءاتِك، عَنْ فقرِك أَو غِنَاك، عَنْ مَركزك وَمَوقِعك الاجتماعي...إلخ. وَهُوَ مَا تَحدّثَ عَنهُ الْمَسيحُ بِقُبول: ﴿وَبَدَأَ يُظْهِرُ لِتَلاميذِهِ أَنَّهُ يِجبُ عَلَيهِ أَنْ يُعَاني آَلامًا شَديدَةً وَيُقتَل﴾ (راجِع متّى 21:16). وَهُوَ مَا رَفَضَهُ بُطرس: ﴿حَاشَ لَكَ يَا رَب! لَنْ يُصيبَكَ هَذا﴾. صَحيحٌ أَنَّ البَعضَ قَدْ يَرَى في هَذهِ الآيةِ تَعبيرًا عَنْ مَحبَّةِ بُطرس الكَبيرةِ لِلْمَسيح، وَلَكنَّهَا تَبقى تَدَخُّلًا مُبَاشِرًا وَتَصَادُمِيًّا مَع إرادةِ الْمَسيح، وَمحاولَةً مِن بطرس لإخراجِ يَسوع عَنْ سِكّةِ خَيارِه، وَتَقييدًا لِمَشيئتِه الخَلاصيّة، وَهوَ الأمرُ الْمَرفوضُ تمامًا عِندَ يَسوع. وهَذا مَا يُؤكِّدُهُ صاحِبُ الرّسالةِ إلى العبرانيّين قائِلًا: ﴿وَلأَنَّه قَدِ ابتُلِيَ هُوَ نَفسُه بِالآلام، فَهوَ قَادِرٌ عَلَى إِغاثَةِ الْمُبتَلَين﴾ (عبرانيّين 18:2). وإذا كَانَ الْمَثَلُ الدَّارِج يقول: "إنَّ الحَديدَ بالحَديدِ يُفْلَح"، فَكَذَلِكَ الآلامُ بالآلامِ تُفْتَدى. فَكَانَ لا بُدَّ مِن آلامِ الْمسيح، وَسيلَةً لِخلاصِ البَشريّةِ مِنْ آَلامِهَا. فالْمسيحُ بآلامِهِ خَلَّصَنَا مِنْ آَلامِنا، بِأنْ أَعطَانَا إيمانًا ورَجاءً، لاجْتيازِ "وادي الدُّموعِ الْمَالِحة" بِكُلّ ثِقَةٍ، وَالعُبورِ مع الْمَسيحِ إلى جَبَلِ التَّجلَّي والْمَجد، لِيَتَمَّ قَولُ بُولسَ الرَّسول: ﴿إِذا شارَكْناهُ في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أيضًا﴾ (رومة 17:8). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|