"ويكون كما سهرت عليهم للاقتلاع والهدم والقرض والإهلاك والأذى، كذلك أسهر عليهم للبناء والغرس يقول الرب" [28].
يسهر الله على بنائهم وغرسهم، هو الذي سمح بالتأديب الآن يقوم بنفسه ببنائهموغرسهم، ساهرًا عليهم ليجدد حياتهم... بل يقيمهم شعبًا جديدًا بعهدٍ جديدٍ! لقد سهر الله بحبه حين سمح بالتأديب لكي يهدم فيهم الشر ويقتلع جذور الخطية ويحل بهم ما حسبوه أذى، وبذات الحب يسهر عليهم ليغرس بره ويبني فيهم قداسته ويهبهم كل بركة روحية مفرحة.
ماذا يعني الله بقوله: "أسهر عليهم"؟ ليس عند الله ليل قط، ولا يحتاج إلى نومٍ، فالسهر هنا إنما يعني بلغة بشرية اهتمام الله بنا خاصة في اللحظات التي نظن فيها أن الليل قد حلَّ بظلمته حولنا، أي حينما نفقد رجاءنا في الخلاص. إنه يشرق بنوره وسط ظلمتنا مؤكدًا أنه يسهر علينا حين ينام كل من حولنا، ويعلنون عجزهم التام على مساندتنا.