|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
((هؤُلاءِ الَّذينَ أَتَوا آخِراً لم يَعمَلوا غَيرَ ساعةٍ واحدة، فساوَيتَهم بِنا نحنُ الَّذينَ احتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهارِ وَحَرَّه الشَّديد)). تشير عبارة "هؤُلاءِ الَّذينَ أَتَوا آخِراً" إلى الأمم الوثنية، وهم آخر من دُعي للدخول في "العهد"، وهم يُعاملون على قدم المُساواة مع شعب اليهودي. إنَّ الله لا يتعامل بالامتيازات، لكن اليهود رفضوا منطق رَبّ الكَرْمِ الذي يتنافى مع منطق البشر في جوده وسخائه ورحمته. ويُظهر يسوع هذا المنطق بإعطائه الأولويَّة إلى الآخرين من الفقراء والمنبوذين والمُهمَّشين والخطأة. لا نُقَيِّم بما نستحقه بعملنا، ولكن الله في سخائه يعطنا بحسب نعمته أكثر مما نظن أو نتوقع. أمَّا عبارة "فساوَيتَهم بِنا" فتشير إلى المساواة في الأُجرَة التي سببَّت تذمر لعمّال السَّاعةِ الأولى برغم عدم التساوي بين اثنتي عشرة ساعة عمل احتَمَلْوا ثِقَلَ النَّهارِ وَحَرَّه الشَّديد، وساعة عمل واحدة بعد غروب الشَّمس. وكأنَّها مسألة عدالة. تتجسد هنا أفكار الله وطرقه في فكر صاحب الكرم عند إعطائه أجر عماله وفقا لتعليم أشعيا النبي: "إِنَّ أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي، يَقولُ الرَبّ" (أشعيا 55: 8)، وهذا لا يتوافق مع فكر العمال. يعلق الراهب إسحَق السريانيّ " كيف يمكنك التوقّف عند عدل الله؟ كيف يمكن أن نقول إنّ الله عادل فحسب حين نقرأ فصل الابن الضالّ الذي بدّد ثروة والده في عيشة الإسراف. وحالما عبّر عن ندمه، ركض الوالد باتجاهه وألقى بنفسه على عنقه وأعطاه السلطة على كامل ثروته؟ (لوقا 15: 11). إن بدا الله رحيمًا هنا على الأرض، فلنثقْ بأنّه كان كذلك منذ الأبديّة"(أحاديث نسكيّة، السّلسلة الأولى، 60). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|