|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالوا له: ((لم يَستأجِرْنا أَحَد)). قالَ لَهم: ((اِذهَبوا أَنتُم أَيضاً إلى كَرْمِي)). تشير عبارة " نَحوَ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر" إلى السَّاعةِ الحادية عشرة قبل ساعة من غياب الشمس، هي ساعة دعوة الأمم. ويعلق القدّيس غريغوريوس الكبير " السَّاعةِ الحادية عشرة، الفترة الممتدّة من مجيء الرَبّ إلى نهاية العَالَم." (عظات عن الإنجيل، العظة رقم 19). كان النَّهار والليل يُقسم إلى أرَبّعة أقسام، وكل قسم ثلاث ساعات. هكذا يخرج رَبّ البيت إلينا داعيًا إيَّانا للعمل، كما يؤكده يوحنا الرَّسول "يَجِبُ علَينا، ما دامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذي أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، وفيه لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل" (يوحنا 9: 4). ما هي هذه السَّاعات إلاّ مراحل حياة الإنسان عِبر كل حياته، مرحلة الفجر تُشير إلى الطفولة، والثالثة إلى الصبوّة، والسادسة، أي وقت الظهيرة تُشير إلى الشباب، والتَّاسعة إلى الرُّجولة، والحادية عشر إلى الشَّيخوخة، أي إلى السَّاعةِ الأخيرة من حياتنا. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " إنّ الله لم يَدعُ اللص إلاّ في السَّاعةِ الأخيرة على الصليب، مع إنّه كان يمكنه أن يدعوه من قبل، لو كان واثقًا من أنّه سيلبّي النداء " (العظة 64). وهكذا يدعونا الله للعمل فاتحًا ذراعيه بالحُبِّ لنا حتى اللحظات الأخيرة من عمرنا حيث إنه لا ييأس قط منّا، بل هو مشتاقٌ أن نستجيب لدعوته، ونعمل لحسابه. إن الكَرْمِ مفتوح لنا والصَّوت الإلهي لا يتوقّف ما دام الوقت يُدعى اليَوم، وما زلنا نحمل نفسًا حية، لهذا يقول الرَّسول بولس: "لِيُشَدِّدْ بَعضُكم بَعضًا كُلَّ يَوم، ما دامَ إِعلانُ هذا اليَوم، لِئَلاَّ يَقسُوَ أَحَدُكم بِخَديعَةٍ مِنَ الخَطيئَة" (عبرانيين 3: 13). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|