* خُلق الإنسان أولًا على صورة الله، إلاّ أنه تحول إلى حيوان غير عاقل، فصار شبيها بالنمر والأسد من خلال العادات الشريرة، وكما يقول النبي: "يكمن المختفي كأسد في عرينه. يكمن ليخطف المسكين. يخطف المسكين يجذبه في شبكته" (مز 10: 9).
لقد تحول الإنسان إلى حيوان متوحش بعد أن صار قويًا. "مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها" (مز 115: 8). ويصبح الشخص نمرًا بصبغ نفسه بقذارة هذا العالم. وعندما تلوثت الطبيعة البشرية انجرفت في عبادة الأوثان، وأخطأ اليهود وسقطوا في غيرها من الشرور والخطايا. وبعد ذلك مرت الطبيعة البشرية خلال الأردن والمرّ والأعشاب العطرة والبخور وارتفعت إلى مستوى عالٍ، حتى أنها تسير الآن مع الله...
يمنح العريس النفس التي تصعد إليه عمقًا في التمتع بالسمو، ويظهر جماله لها، ويذكرها بأخطائها السابقة وهي على هيئة الحيوانات المتوحشة، حتى تتمكن من الفرح في تمتعها الحالي بمقارنته بحالتها السابقة .
القديس غريغوريوس النيسي