|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا [8]. يرى القديس أغسطينوس أن الأمم إذ عبدوا التماثيل الحجرية صاروا حجارة، كالأشياء التي اعتادوا أن يعبدوها، عبدوا الصورة الجامدة فصاروا هم أنفسهم بلا حس . إن كان عابدو الأوثان في حماقتهم عبدوا المخلوقات غير العاقلة، فصاروا على مثالها، مملوءين بالحماقة، فإننا إذ نعبد الإله الخالق، نود أن نقتدي به بكونه كلي الحكمة والفهم والحب والرحمة. فالإنسان يقتدي بمن يتعبد له! كما أن الأصنام لا حول لها، هكذا العابدون لها يصيرون بلا قوة، فيشبهون آلهتهم الأصنام وعابدوها يجحدون العقل والفهم، ويتسمون بالغباء. * وماذا نقول نحن الآن؟ كانت الطبيعة البشرية في وقت من الأوقات جامدة خلال الوثنية، فتحولت طبيعة الإنسان القادرة على التغيير إلى الطبيعة التي لا حياة فيها كالأصنام التي كانوا يعبدونها. يقول الكتاب: "مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها" (مز 115: 8). ولا يمكن تلافي هذا الأمر، لأن كل الذين ينظرون إلى الله ويحفظون وصاياه، يكتسبون صفات الطبيعة الإلهية، بينما الذين ينحازون إلى الباطل، أي الأصنام، يتحولون إلى ما يعبدونه، ويصيرون حجارة بدلًا من بشر . القديس غريغوريوس النيسي القديس غريغوريوس النيسي * خُلق الإنسان أولًا على صورة الله، إلاّ أنه تحول إلى حيوان غير عاقل، فصار شبيها بالنمر والأسد من خلال العادات الشريرة، وكما يقول النبي: "يكمن المختفي كأسد في عرينه. يكمن ليخطف المسكين. يخطف المسكين يجذبه في شبكته" (مز 10: 9). لقد تحول الإنسان إلى حيوان متوحش بعد أن صار قويًا. "مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها" (مز 115: 8). ويصبح الشخص نمرًا بصبغ نفسه بقذارة هذا العالم. وعندما تلوثت الطبيعة البشرية انجرفت في عبادة الأوثان، وأخطأ اليهود وسقطوا في غيرها من الشرور والخطايا. وبعد ذلك مرت الطبيعة البشرية خلال الأردن والمرّ والأعشاب العطرة والبخور وارتفعت إلى مستوى عالٍ، حتى أنها تسير الآن مع الله... يمنح العريس النفس التي تصعد إليه عمقًا في التمتع بالسمو، ويظهر جماله لها، ويذكرها بأخطائها السابقة وهي على هيئة الحيوانات المتوحشة، حتى تتمكن من الفرح في تمتعها الحالي بمقارنته بحالتها السابقة . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|