لم يجب إرميا النبي على تصرفات حننيا بسرعةٍ ربما لأنه قد ذُهل لموقفه إذ كسر النير الخشبي الموضوع على عنق إرميا كأن حننيا كان متأكدًا مما يقوله.
أو كعبدٍ للرب لم يرد أن يدخل مع النبي الكذاب في حوار وخصومة، بل في هدوء يسمع له، كنبي حقيقي لم يتصرف من ذاته، بل رفع الأمر إلى الله في غير تسرعٍ أو انفعالٍ بشري، حتى إذ جاءته الإجابة وقف في شجاعة يجيب حننيا بكلمات الرب نفسه.
لم يكن النبي الحقيقي حالمًا ولا رجل سياسة لكنه استلم الإجابة من يهوه مباشرة، وهيذات الكلمة التي سبق فاستلمها. إن كان حننيا قد كسر النير الخشبي هوذا الله يقدم نيرًا حديديًا لا ينكسر، يضعه على عنق جميع الأمم.
الرد الذي جاء لإرميا أكثر حدة في النبرة عن ذي قبل. النير الحديدي يعني أن الله يعاقب يهوذا والدول المحيطة بها بعمل نيرٍ أقوى بسبب محاولتهم القيام بالثورة، وعدم الخضوع للتأديب الإلهي.
إن كانوا بالتمرد قد ألقوا عنهم النير الخشبي وكسروه لكنهم عوض التمتع بالراحة والحرية انحنوا لنير حديدي لا ينكسر!