الامتحان الذي اجتاز فيه يوسف كان صعبًا، وفي ظروف صعبة. كان شابًا، كأي شاب، عنده غريزة تميل للجنس الآخر، وله احتياجات عاطفية كأي إنسان، بالإضافة لأنه حُرم من حنان الأم مبكرًا، ومن محبة أبيه الخاصة التي كان مغمورًا بها، وجُرح قلبه الصغير بخيانة وغدر إخوته، ولم يلقَ من الغرباء سوى القسوة والجفاء. ها قد جاءت لحظة الامتحان الفاصلة، فوجد نفسه أمام اختيارين لا ثالث لهما: إما السقوط، أو الفرار. أرجو أن نتذكر أنه لم يكن يشاهد مشهدًا مثيرًا على الشاشة، أو يتعرض لملاطفة من بعيد تداعب مشاعره؛ بل وجد امرأة تمسكه بيديها بلا حياء، تلح عليه أن يضطجع معها ولم يكن أحد غيرهما في البيت. يا له من امتحان صعب!