|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“الله ينوَّر” والمعرفة في “إعداديتنا” كان مدرس الرياضيات يضع أمامنا مسألة هندسة؛ عبارة عن شكل هندسي واثبات مطلوب منها، ويطلب منا حلها، وعلى الرغم من أن جميع الطلبة تعرف جيدًا نظريات المسألة وطريقة حلها، إلا أن الحل يبقى غائبًا عن معظمهم، حتى يقفز به طالب بصير ويصل إلى هـ.ط.ث (!!) فيرد عليه المدرس بحماس: “الله ينوَّر” عليك يا بني!! فيما يتحسر باقي الطلبة متسائلين عن سبب عجزهم عن الحل مثل زميلهم، رغم أنهم يعرفونه وعلى دراية بنظرياته! فأين المشكلة إذن؟! المشكلة باختصار أن هؤلاء الطلبة المخلصين، كانوا يحتاجون إلى أكثر من مجرد معرفة النظريات وطريقة الحل، فهم يحتاجون لمن “ينوَّر” ذهنهم للحل، فالمعرفة بدون إنارة ذهنية تبقى مجرد معلومات متراكمة لا جدوى منها، ولا تؤدي إلى أي حل. وتظهر هذه المشكلة في الحياة الروحية للناس بشكل أضخم؛ فرغم أننا نعيش في عصر كثافة المعرفة الدينية عن الله، من خلال الكتب والنهضات والقنوات الفضائية ووسائل المعرفة الأخرى، فمع ذلك لا تنطبع هذه المعرفة في تغيير حقيقي للسلوكيات والأخلاقيات، وأصبحت هذه المعرفة مجرد معلومات دينية لا أكثر، ونظريات حياتية تسكن فقط في الدماغ ولا تغير الحياة. وهنا تم كلام الكتاب المقدس «لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم وأظلم (was darkened) قلبهم الغبي» (رومية 1: 21)، فبدل أن الناس تقودهم معرفة الله ونظرياته وقوانينه (تذكر مسألة الهندسة) لتقوى الله وشكره، قادتهم إلى مزيد من العصيان والزيغان عنه، بل وأظلموا ذهنهم بعيدًا عن نوره، وأصبحت معرفتهم عن الله معرفة جوفاء فارغة من أي معنى أو تطبيق، ولكن ما الأسباب التي دعتهم لذلك؟!! دعنا نعرف... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
“الله ينوَّر” والحل |
“الله ينوَّر” والأسباب |
آرميا النبي | الله واهب الحكمة والمعرفة |
إن الله واهب الحكمة والعلم والمعرفة والفلسفة الحقة |
وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة |