جمال حسني مبارك يهدد بالإنتحار ؟

[Mary Naeem]

جمال مبارك يهدد بالإنتحار ؟




صلاح بديوي

جمال مبارك يهدد بالإنتحار ؟







الأربعاء 2012/5/16 10:51 م

استدعت السلطات الأمنية صباح أمس الأول السيدة: سوزان مبارك حرم الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك ،لكي تقابل نجلها "جمال" المودع في سجن الإستقبال الملحق بمزرعة طره ،كما استعانت سوزان بوالد زوجته رجل الأعمال محمود الجمال خلال الزيارة لكي يساعدها في إقناع نجلها "جمال " بأن يتوقف عن المحاولات التي يقوم بها للتخلص من حياته ،ولكي تنفي من خلال تلك المقابلة بصورة عملية الأنباء التي سربت من داخل السجن، وتشير إلي أن جمال مبارك قطع شرايينه ،وانتحر وبات في ذمة الله .

ووفق المعلومات التي سربت إلينا فإن سوزان شوهدت تجلس مع زوجة جمال ومعهم جمال مبارك في غرفة استقبال السجن ،وكان جمال يتحدث بعصبية ،ويتهم عدد من كبار المسئولين في الدولة بخداعه مع والده وعدم الوفاء بوعودهم تجاه والده المخلوع وتجاه أسرته ،وكان جمال يتحدث لوالدته بعصبية شديدة وبدا الهزال والاصفرار علي وجهه ،والدموع تتدفق من عينيه كالمطر ،وهو يحاول أن يغالب نفسه ،ويمسح تلك الدموع ،لكي لايراه ضباط السجن ،وفات جمال أن الكاميرات الخفية والظاهرة تسجل له أدق التفاصيل .

ولفت انتباه ضباط السجن إصرار علاء مبارك علي عدم حضور تلك المقابلة ،دون أسباب ظاهرة أو معلنة ،وبرروا ما حدث إلي أن علاء تشاجر مع جمال بالفعل بعد أن ضبطه يحاول الانتحار ،وأبلغ عنه ضباط السجن ،والذين علموا أن جمال أعد العدة للانتحار وحاول عدة مرات ،لكن في كل مرة يجبن ويخاف ،وخطط للانتحار بقطع شرايينه وتراجع ،ثم خطط بالانتحار بتعاطي أقراص مميتة وخاف .

وعلي الرغم من نفي مصدر بسجن طره وجود محاولة الانتحار من الأصل ،فإن السيدة سوزان مبارك زارت نجلها من أجل تثبيته ورفع معنوياته التي باتت تتدهور بسرعة الصاروخ كلما اقترب موعد الحكم عليه وعلي شقيقه ووالده ،حيث يخشي جمال من صدور حكم بالإعدام شنقا حتي الموت عليه وعلي والده من أجل عيون الثوار كما يقول للمقربين من حوله وهو الأمر الذي ستحدده المحكمة عند النطق بالحكم أول الشهر المقبل.

ومن الواضح أن جمال مبارك أيضا أصيب بأزمة نفسية جراء الإنتخابات الرئاسية ،وهو يري للثوار ورموزهم اليد الطولي فيها ،ويري أن حظوظ وفرص من يمثلون فلول نظام والده المنهار ،يراها ضعيفة للغاية وفي مقدمتهم الفريق أحمد شفيق ،لذا يشعر بحبل المشنقة يقترب من حول عنق والده ،لأنه حتي لو برأ القضاء حسني مبارك أول الشهر المقبل ،فإن الرئيس الذي سينتخبه الشعب سيعيد محاكمته بتهم مثل الفساد السياسي والخيانة العظمي .

ولأن جمال مبارك يعلم جيداً بأن قوي الثورة تحمله هو المسئولية عما حدث لمصر ويحدث فيها الآن ،فإن التفكير في الخروج والهروب من مصر يراوده باستمرار ،وهنا ننتهز المناسبة لنتوجه لرجال الأمن ولكافة الأجهزة الوطنية أن تكون علي أهبة الاستعداد لإجهاض أية محاولة هروب قد يقوم بها جمال مبارك ،ونطمئن قادة أجهزتنا بأن الانتحار لن يقدم عليه جمال مبارك ،ليس لأن الله حرمه ،ولكن لأن جمال لايملك الشجاعة الكافية للإقدام علي الانتحار.

وكانت الحالة النفسية لجمال مبارك ساءت علي أثر قرار أصدره القضاء السويسري يفتح الباب أمام مصر لكي تستعيد مئات الملايين من الدولارات التي هربها والده الرئيس المخلوع حسني مبارك إلي هذا البلد الأوروبي، حيث فتح قرار المحكمة المجال أمام القيادة المصرية لتطالب باسترداد تلك الأموال ،وهو ما كان جمال مبارك يعتبره من سابع المستحيلات ويراهن عليه رفاقه المحبوسين معه في سجن طره .

ووفق ما علمناه من طبيب بالسجن فإن المذكور يعاني من أزمة نفسية حادة لكون أنه بدأ منذ فترة يشعر بأنه كان وراء ما تعرضت له أسرته من كوارث ،كما كان وراء تفجر الثورة المصرية ،وخروج والده من السلطة بشكل كله إهانة ومذلة ،وهذا ما جعله مثار فحص متواصل من قبل الأطباء وخشية أن يقدم من جديد علي محاولة إيذاء نفسي وتم تعيين خدمة خاصة لحراسته .

وربما يرجع ما يعانيه أيضاً جمال مبارك الابن الأصغر للمخلوع أيضا لفشل محاولاته مع أحمد عز وشبكة رجال الإعمال الموالية لهم خارج السجن ،إلي جانب عناصر الثورة المضادة ،في تعطيل الحراك السياسي للثورة وضرب خارطة الطريق ،وتعطيل الإنتخابات البرلمانية والرئاسية وحرق مقدرات الوطن ،حيث نجحت قوات الأمن في إحباط تلك المخططات وتهديد رجال الاعمال المتورطين في تنفيذها ،بأن يبتعدوا عن جمال مبارك وشلته.

يقول الدكتور أحمد أبو العزايم استشارى الطب النفسي في تصريحات لمجلة الشباب : شخصية جمال مبارك فيها نرجسية صعب كسرها وعادة يتوقع المرء مع حالة الاكتئاب وطول فترة السجن وطول فترة عدم الحكم عليه وغموض مستقبله أن يقدم على هذه الخطوة ، لكن لا نستطيع معرفة توقيتها بالضبط ، فشخصيته لا تميل إلى قراءة الواقع بالطريقة السليمة ، وهو تعود خطف ثمار كل شئ بدون مجهود ، لذا شخصية تنكسر بسهولة خاصة عندما يجد أن الأمور في البلد لا تعود إلى الوراء بل تتقدم إلى الإمام .

ويضيف أبو العزايم في تصريحه :"فقد كانت هناك محاولات كثيرة لإعادة السيطرة على الحكم مثلما حدث في محمد محمود وغيرها ،وكان عندهم أمل أن تعود حياتهم مثلما كانت من قبل ، إما شخصية شقيقه علاء مبارك فلديه بعض التدين والتعقل ، ولو الاثنان وقعا تحت ضغط نفسي رهيب سيفكر جمال في الانتحار، إما علاء سيصاب باكتئاب شديد لأن كبرياء جمال ينكسر بسرعة وشخصيته قريبة الشبه بهتلر الذي انتحر لأن كبريائه لم يسمح له بأن ينكسر .

ونحن من جهتنا لايعنينا انتحار جمال من عدمه ،بقدر ما يعنينا أن يأخذ القانون مجراه بحقه وحق رفاقه الذين أفسدوا الحياة السياسية ونهبوا المال العام ،وارتكبوا كافة الموبقات ،وما كتبناه والوقت الذي أضعناه في كتابة هذا المقال عنه ، الهدف الأول منه تقديم العبرة للناس والعبرة لكل الطغاة الذين يفكرون في توريث الحكم لأولادهم ،لكي يكون لهم في يمر به جمال مبارك العظة والعبرة ،وذلك عرض معاناة نجل الطاغية علي كل من ظلمهم في مصر ربما يجدون في ذلك سلوى لقلوبهم التي دوبتها مظالم مبارك وأسرته وتشكيله الإجرامي الذي كان يحكم مصر،و لاتزال بقاياه ترهقنا بعملياتها التخريبية.






محيط