أن المسيح بعدما تكلم عن موت الحبة، فإنه نقل التلاميذ فكريًا ليتكلم عن الحياة والخدمة والتبعية « إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآب» (يوحنا12: 26)، وهنا بيت القصيد؛ فكأن المسيح يقول لتلاميذه: أنا هو “الحبة” التي وقعت وماتت، فأثمرتكم أنتم، وأنتم مثلي تمامًا، ومكانكم معي تحت الأرض «حيث أكون أنا يكون خادمي»، وموتكم هو السبيل الوحيد لحياتكم ولتعميم ثمركم. قد تدوسكم الأرجل والأقدام، قد تهبطون من علياء راحتكم ورفاهيتكم، قد تُنتهك كرامتكم وتنحط مكانتكم، قد تقضون أيامكم “مائتين” تحت التراب وبعيدًا عن الأضواء، ولكن لا تقلقوا فهذا هو الموت الذي أبتغيه لكم، لأن “الموت (كالحبة) عليكم حق”!!