* اعتاد الكتاب المقدس أن يدعو النسل ليس من هو مولود حسب نظام الطبيعة، وإنما من يتبع الفضيلة. هكذا أيضًا بولس يفسر: "لنسلك أعطي هذه الأرض" (تك 12: 7)، قائلًا: "ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعًا أولاد؛ بل بإسحق يُدعَى لك نسل" (رو 9: 7)...
تبعًا لذلك فإن الشعب الفاضل وأبناء خائفي الرب هم في عداد هؤلاء: "نسله يكون قويًا في الأرض" [2]. لماذا يقول: "في الأرض"؟ لكي يُظهِرَ أن هذا يتم قبْل الرحيل من هنا، وقبْل خبرة الخيرات هناك. كما قلتُ سابقًا إن الفضيلة لها مكافأتها حتى قبل أن تُمنَح الأكاليل...
ليس شيء أقوى من الفضيلة، إنها أصلب من الصخر، وأكثر متانة من الصلب. وبالتالي ليس شيء أدنى من الرذيلة، ليس ما هو أضعف منها، حتى وإن كانت تحوطكم ممتلكات بلا حصر؛ حتى وإن كان لكم سلطان خارجي له اعتباره.
الآن إن كانت قوتها هكذا على الأرض، تأملوا كم تكون عظمة القدرة التي للذين سيتمتعون بالسماء.
القديس يوحنا الذهبي الفم