|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت تجلس مُحتضنة ابنها الصغير وهي مبتسمة غير قلقة، أصابني الذهول والقلق عليها وأثارت لديّ الفضول، فهممت أسألها لكن صوت قرع الباب قاطعني. فتحت هي الباب وإذ برجل كبير يبدو أنّه قادم من رحلة بعيدة ولكن بُنيته قويّة، يبدو أنّه ليس من هذه الأنحاء، فلا تبدو آثار المجاعة المُنتشرة ظاهرة عليه، دخل الرجل وإذ به يطلب ماء!! ألم يسمع بالمجاعة! ظلّت هي مبتسمة وأحضرت الماء فشرب، وبعد أن انتهى فوجئت بأنّه يطلب طعامًا. تلاشت ابتسامتها تدريجيًّا لكنّها لم تعبس وأوضحت له أنّ ما لديها يكفيها هي وابنها وجبة واحدة ، فإذ به يقول لها إنّها لن تموت وإنّ الطعام سيتوفّر لها دائمًا. ابتسمت مرّة أخرى ودخلت وعجنت له آخر فطيرة ، كدْت أجنّ، هل هي ساذجة؟ كيف تثق برجل غريب؟ وكيف تصدّق كلامه وهي ترى المجاعة تضرب الأرض أمام أعينها ، ماذا عن ابنها هل تخاطر بحياته؟ ألا تحبّه؟ أنهى الرجل الفطيرة، وطلب منها أن تدخل تخبز لها ولابنها فطيرة أخرى، وإذ الزيت والدقيق القليل اللذيْن لديها لا ينقصان. هذا ما فعلته أرملة صيدا مع النبي إيليا. أثناء الاحتياجات والضغوط، نتعلّم أنّ الله هو مصدر الثقة الحقيقي. ففي حضنه نجد الأمان والراحة، ونتذكّر أنّه يعرف كل حاجتنا ويهتم بأمورنا بكلّ تفصيل |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|