|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أريد الإصلاح لا الإدانة الحكم على الخطأ سهل، وإدانة الخاطئ سهلة. أمّا السعي لتقويم الخاطئ، فهو عمل صعب، شاقّ، طويل الأمد، يتطلّب صبرُا، ورجاءً، ويتطلّب خصوصًا محبّة . هذا باختصار ما يقوله الربّ للناس على لسان نبيّه حزقيال: " فإِذا قُلتَ لِلمُنافِق: يا مُنافِق، إِنَّكَ تَموتُ مَوتًا، ولم تَتَكَلَّمْ أَنتَ مُنذِرًا المُنافِق بِطَريقِه، فذلك المُنافِقُ يَموتُ في إِثمِه، لكِنِّي مِن يَدِكَ أَتَطَلَّبُ دَمَه" (33: 8). فالمحبّة تغيّر كلّ شيء؛ المحبّة أوّلًا. إنّها تهيّء النفوس وتجعلها منفتحة ومستعدّة لسماع أقسى الكلمات. وعلى كلّ حال، لن تسمح المحبّة بأن تُلفَظَ أقسى الكلمات. إنّها كالمصفاة، تنقّي بشكلٍ عفويّ العبارات التي نقولها. في إحدى المرّات، كنّا في مخيّمٍ صيفيّ، وكان هناك أولاد مشاكسون. ولم تنفع معهم تنبيهات المسؤولين ولا عقوباتهم. وبنعمةٍ خاصّة، أنعم الربّ عليّ أن أرى في شخصيّاتهم جمالًا معيّنًا، فبدأت الكلمات تتغيّر بذهني. العنيف بدا لي «جدع» ، والمشاغب بدا لي «حيويًّا»... وتقرّبتُ منهم، وشكّلنا فريقًا ارتاحوا أن يسمّوه "عصابة " بدل فريق. لقد أحببتهم، وقبلتهم كما هم، وشعروا بهذا الحبّ، خصوصًا حين رأوني أدافع عنهم في هفواتهم البسيطة، فأطلب من المسؤولين التغاضي عنها. ذات يوم، كان أحدهم هائجًا ويعكّر أجواء الاجتماع، فأرسله المسؤول إلينا لنرى العقاب الملائم. نظرت إليه وقلت له بهجةٍ حزينة: "لن أعاقبك. لكنّك أحزنتني . اذهب وعد إلى المجموعة". وفوجئ الجميع برؤيته ينزوي ويبكي بحرارة ، حتّى إنّ أحدهم قال: «لقد فوجئتُ بأن أكتشف أنّ لديه إحساسًا، لأنّه لطالما لم يكترث للتأنيب ولا للتهديد بالعقوبة». لم تكن الكلمات قاسية، لكنّها قيلت في إطار المحبّة. لذلك يعلّمنا القدّيس: "لا يَكونَنَّ عَلَيكُم لِأَحَدٍ دَينٌ إلّا حُبُّ بَعضِكُم لِبَعض" (رومة 13: 8). التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 10 - 09 - 2023 الساعة 03:30 PM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|