["في وسط أيامها يتركونها" [11].
نحن جميعًا، الذين كنا قَبلًا تحت سيطرة "الحجلة" وكنا نعمل على الاستماع لصوتها، لأنها لم تجعل صوتها مسموعًا فقط خلال الهراطقة الذين ذكرتهم، بل وخلال كل الذين يخدعون الناس ويدعون إلى تعاليمٍ وعقائدٍ ضد الحق، متظاهرين بأنهم يدعون الناس من الضلال إلى التقوى. نعم! نحن جميعًا قد "تركناهافي وسط أيامها". مجموع أيامها هو في الواقع مجموع أيام هذه الحياة، وبما أن السيد المسيح قد اختارنا من وسط هذا العالم الشرير (غلا 1: 4) فقد تركناها في وسط أيامها.
"وفي آخرتها تكون حمقاء" [11]، هل كانت عاقلة في يوم من الأيام؟ هل كانت حكيمة قبل ذلك حتى يُقال إنها في آخرتها ستكون حمقاء؟ نعم! كانت عاقلة، لأنها "كانت أحيل جميع الحيوانات البرية التي عملها الرب الإله" (تك 3: 1). كانت حكيمة بحسب ما قيل في إشعياء "إني أعاقب ثمر عظمة قلب ملك أشور وفخر رفعة عينيه لأنه قال بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لأني فهيم، ونقلت تخوم شعوب" (إش 10: 12-13).
بعد أن كانت حكيمة في الشر تصبح حمقاء فيه. ستفهم ماذا تعني الكلمات "وفي آخرتها تكون حمقاء" إذا عرفت ما هو الغرض الذي من أجله أوصاك الله، عن طريق بولس الرسول، أن تقبل الجهل، فهو يقول: "إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلًا لكي يصير حكيمًا".
إذ توجد حكمة مَلومة، خلالها يُحسب "أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم" (لو 16: 8)، فإن الله في صلاحه يهلك الأضداد بالأضداد، يهلك حكمة الشيطان (الحجلة) لدرجة أنها في آخرتها تكون حمقاء. لكن متى تكون هذه الأيام الأخيرة التي تصير فيها حمقاء؟يجب أن يملك المسيح حتى يضع الرب كل أعدائه تحت موطىء قدميه، عندما يخضع الكل له، فإن آخر عدو يبطل هو الموت (1 كو 15: 25-26).
إذًا نهاية الحجلة تأتي حينما يبطل الموت ].