|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيا الرب قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ [1]. ليتنا لا نكون من بين أعدائه، ليس فقط من بين أعدائه غير المؤمنين... بل ومن المملوءين من الحياة الدنسة. "لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ هو ليس خاضعًا لناموس الله" (رو 8: 7). * يعلن المُخَلِّص معنى تلك الكلمات في الإنجيل عندما سأل: إن كان المسيح هو ابن داود، كيف إذن يدعوه داود بالروح ربه؟ (مت 22: 43)... بالنسبة لنا ذاك الذي هو ابن هو أيضًا ابن داود، أنه ليس ابن وابن آخر. إنه ليس شخصيْن، واحد بكونه الله وآخر بكونه إنسانًا. وإنما ذاك الذي هو ابن الله هو بنفسه أيضًا ابن داود... الله لا يجلس، إنما ذاك الذي اتخذ جسدًا يجلس، ذاك الذي قيل له أن يجلس هو الكلمة المتجسد. القديس جيروم * لنؤمن ونعلن أنه ابن داود ورب داود. لا نخجل من أنه ابن داود، لئلا نجد رب داود يغضب منا. القديس أغسطينوس * كيف يمكن أن الذي يملك على الكل مع الآب، يصعد إليه لينال مُلكًا؟ أجيب إنَّ الآب يعطي الابن أيضًا هذا المُلك من جهة كونه صار إنسانًا، لأنه عندما صعد إلى السماوات جلس عن يمين العظمة في الأعالي، منتظرًا أن يُوضَع أعداؤه تحت قدميه، لأنه قيل له من الآب: "اجلس عن يمين حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك". القديس كيرلس الكبير * "اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئ قدميك" (مز 110: 1). لأن بجلوس المسيح، بناسوته المأخوذ منا، عن يمين الآب، استحققنا الروح القدس الذي به نُحَطِّم أعداءنا الشياطين والخطايا والآلام والآثام، ونغلب الموت والجحيم، ونصعد إلى السماوات، إلى حيث المسيح رأسنا الذي قد جعلنا له جسدًا . القديس مار أفرام السرياني * "قال الرب لربي: أجلس عن يميني" (مز 110: 1). قال الرب هذا للرب، لا لعبدٍ، بل لرب الكل، ابنه الذي أخضع كل شيءٍ له. "ولكن حينما يقول إن كل شيءٍ قد أُخضع، فواضح أنه غير الذي أَُخضع له الكل". وماذا يلي هذا؟ "كي يكون الله الكل في الكل". الابن الوحيد هو رب الكل، لكن ابن الآب المطيع لم ينل لاهوته (كأمرٍ جديدٍ)، بل هو ابن بالطبيعة حسب إرادة الآب. فليس الابن ناله، ولا الآب حسده لكي يغتصبه. فالابن يقول: "كل شيءٍ قد دُفع إليّ من أبي" (مت 11: 27؛ لو 10: 22). "دُفِعَ إليّ"، ليس كما لو كان ليس لي من قبل. وأنا أحفظه حسنًا، ولا أسلبه من الذي أعطاه لي . * لكن الآن يجب أن أُذَكِّرَكم بقليلٍ من كثير مما يُقال بخصوص جلوس الابن عن يمين الآب، فالمزمور المائة والتاسع يقول: "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئ قدميك" (مز 110: 1). ويؤكد المُخَلِّص هذا في الأناجيل، ذاكرًا أن داود لم ينطق بهذا من نفسه، بل بوحي الروح القدس قائلًا: "كيف يدعوه داود بالروح ربًا، قائلًا: قال الرب لربي اجلسْ عن يميني؟!" (مت 22: 43)، وقد استخدم بطرس والأحد عشر رسولًا هذا الدليل بنفس كلمات المزمور المائة والتاسع في سفر الأعمال في يوم البنطيقستي (حلول الروح القدس) عندما وقف ووعظ الإسرائيليين . الذي صُلِبَ على الجلجثة صعد إلى السماوات من فوق جبل الزيتون من ناحية الشرق، فإنه بعدما نزل إلى الجحيم وصعد إلينا ارتفع من بيننا إلى السماوات، فيحدثه أبوه قائلًا: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" (مز 110: 1) . القديس كيرلس الأورشليمي * مادام هذا النبي كان ملكًا، فمن هو هذا الذي يمكن أن يدعوه ربه وهو يجلس عن يمين الله إلا المسيح ابن الله، الذي هو ملك الملوك ورب الأرباب"؟ لكتانتيوس * لقد نزع فكرهم الخاطئ. لهذا السبب أدخل داود في الحوار (مت 22: 41-46)، حتى تُعرَف شخصيته ولاهوته بأكثر وضوح. لقد ظنوا أنه إنسان مجرد، ومع ذلك قالوا إن المسيح هو "ابن داود". لهذا قدَّم لهم شهادة نبوية عن بنوته ومساواته لأبيه في الكرامة. * إن كانت كل الخليقة تسجد للمسيح، فبقوله "الملائكة" (في عب 1: 6) يعني أعلى الكائنات العاقلة، وذلك كما جاء في العبارة: "لمَنْ منَ الملائكة قال قط: اجلس عن يميني" (مز110: 1)؟ فهو أعلي منهم. وكلمة الكتاب المقدس تمنعنا من العبادة للخليقة، إذ قيل: "لئلا ترفع عينيك إلى السماء، وتنظر الشمس والقمر والنجوم، كل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء، فتغتر وتسجد لها وتعبدها" (تث 4: 19). فكما يُمنَع الشخص من العبادة لكائنات سماوية، هكذا يُمنَع من العبادة للكائنات الأخرى المخلوقة، حتى وإن كانت إحداها تفوق بقية المخلوقات. بهذا يلزم أن يدرك الشخص بكل ثباتٍ أن المسيح هو الخالق، وليس مخلوقًا، حتى وإن كان من أجلنا اتحد بجسدٍ مخلوق به نفس عاقلة، وبهذا فهو مسجود له من كل الخليقة بكونه الله . * عن أي عرش للنعمة (عب 4: 16) يتحدث؟ ذاك العرش الملوكي الذي يقال عنه: "قال الرب لربي: اجلسْ عن يميني" (مز 110: 1) . ماذا يعني: "فلنتقدم بثقة" (عب 4: 16). إننا نتقدم بثقة، لأن لنا رئيس كهنة بلا خطية، يناضل العالم، إذ يقول : "تهللوا، أنا قد غلبتُ العالم" (يو 16: 33) ، هذا يعني أنه يعاني من كل الأشياء ومع هذا فهو طاهر من الخطايا. فمع أننا نحن تحت الخطية، إلا أن رئيس الكهنة بلا خطية، كما عني الرسول . * سبق فأنبأ بما نطق به السيد المسيح على الصليب: "إلهي، إلهي لماذا تركتني" (مز 22: 1). ووصف أيضًا الدفن، قائلًا: "حُسبت مثل المنحدرين إلى الجب... بين الأموات فراشي" (مز 88: 4-5). وعن قيامته: "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيَّك يرى فسادًا" (مز 16: 11). وعن صعوده قال: "صعد الله بهتاف، الرب بصوت الصور" (مز 47: 5). وعن الجلوس عن يمين الله (الآب) "قال الرب لربي: اجلسْ عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك" (مز 110: 1). القديس يوحنا الذهبي الفم * "اجلسْ عن يميني حتى أضع أعداءَك موطِئًا لقدميك" (مز 1:110)، لأن جلوسه عن اليمين، لا يبطل وضع أعدائه تحت قدميه. أو ما قاله الرسول: "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداءِ تحت قدميه" (1 كو 25:15). فإنه حتى عندما يُوضعون حتى قدميه لا يتوقف عن أن يملُك، إنما يُفهَم ذلك أنه يملك أبديًا، فيبقون دومًا تحت قدميه . القديس أغسطينوس * لا يمكن للفكر البشري أن يعرف مشاركة ومساواة الله الآب مع ابنه الوحيد ما لم يلهمه الروح القدس، وليس دم ولا لحم يقدران أن يكشفا ذلك. لكن هذا القول نطق به داود النبي بوحي الروح القدس، كما قال ربنا في الإنجيل المقدس. قوله: "قال الرب لربي" يشير إلى مساواة الآب والابن في اللاهوت والربوبية، وفي كافة الخواص الجوهرية... يدل الجلوس على اليمين الاستقرار وعدم زوال ملكه. أما اليمين فيدل على الكرامة والمفاخرة الإلهية... القول: "قال الرب لربي اجلسْ عن يميني" يدل على أن الابن لم يأخذ الكرامة والجلوس اختطافًا كما حرَّرَ الرسول: "الذي إذ كان في صورة الله لم يُحسب خلسة أن يكون معادلًا لله، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبدٍ، صائرًا في شبه الناس، وإذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه، وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2: 6-8). لكن لم يكن الابن أسفل وارتفع، ولا لأخذ كرامة لم تكن فيه أولًا، بل وهو لم يزل في أحضان أبيه تواضع، ومن بعد آلامه وموته وقيامته آخذًا مجدًا وكرامة كائنيْن فيه على الدوام كإله. وهذا الذي يقوله: الآن مجدني أنت يا أبتاه بالمجد الذي كان لي عندك من قبل كوْن العالم. فالقول: "اجلس عن يميني" قيل له من قبل الآب بعد تجسده... قولنا: جلس الابن عن يمين الآب، معناه أنه وهو في تجسده صار في كرامته يُسجَد له من الخلائق سجودًا غير منفصل، لأننا لسنا نسجد للاهوت الابن بانفراده ولناسوته بانفراده؛ كلا بل نسجد سجودًا واحدًا للابن المتجسد كما نجثو للملك اللابس البرفير بسجود واحد. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|