|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا هُمْ فَيَلْعَنُونَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَتُبَارِكُ. قَامُوا وَخَزُوا، أَمَّا عَبْدُكَ فَيَفْرَحُ [28]. تصوير رائع لأحداث الصلب، فقد كان الصالبون يكيلون الشتائم له، أما الآب فكان يُسَرُّ بذبيحة الصليب. قاموا عليه ليصلبوه، لكنه إذ قام صاروا في خزي، أما رب المجد فقد نزل إلى الجحيم وحطَّم متاريسه، وأطلق الأسرى، فتهللوا بخلاصه العجيب، وتهللتْ السماء بهم! * "أما هم فيلعنون، وأما أنت فتبارك". باطلًا هي لعنة أبناء البشر وكاذبة، فإن مسرتهم هي في الباطل، ويطلبون الكذب (مز 4: 2). أما الله فإنه إذ يبارك يتمم ما يقول. "والذين يقومون عليَّ يخزون" [28 LXX]. لأن تصوُّرهم أن لديهم سلطان عليّ هو السبب في قيامهم عليَّ. ولكنني إذ أرتفعُ فوق السماوات، ويبدأ مجدي ينتشر في كل الأرض يخزون. "أما عبدك فيفرح"، إما عن يمين الآب، أو في أعضائه حين يفرحون، وذلك في الرجاء أثناء التجارب، وبالأكثر عندما تنتهي التجارب . القديس أغسطينوس * هنا يُعلَّم المُستمِع مجموعة من القيَّم. إنه يشير بأنه لا يبالي إن صبُّوا عليه لعنات بشرط أن يباركه الله. لن يصيبه ضرر منهم، بل يرد عليهم العار واللعنات التي يصبونها... "أما عبدك فيفرح بك (فيك). حسنًا يقول "فيك" حاسبًا أن الفرح ينبع من ذات المصدر، من فيض الخيرات. فإنه لا يمكن لمتاعب أن تضايقني مادام الفرح يحل بيّ من عندك، ويبقى غير مشوبٍ. القديس يوحنا الذهبي الفم * "أما هم فيلعنون، وأما أنت فتبارك" [28]. هذا ما يحدث إلى هذا اليوم عينه. إنهم يلعنون في المجمع، والرب يبارك في الكنيسة. "والذين يقومون عليّ يخزون، وأما عبدك فيفرح" [28 LXX]. إنهم يقومون ضدي، وأما أنا عبدك فأفرح. كيف أنا عبدك؟ فإنه وإن كان بالطبيعة هو الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله، الأمر الملتصق به، لكنه أخلى ذاته، آخذًا طبيعة عبد (في 2: 6-7). القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|