|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِذَا حُوكِمَ، فَلْيَخْرُجْ مُذْنِبًا، وَصَلاَتُهُ فَلْتَكُنْ خَطِيَّةً [7]. ليس ليهوذا حجة يعتذر بها عما فعله عندما يقف في يوم الدينونة، فإنه حتى وإن لم يعرف لاهوته، لكنه رأى عجائبه، كما أحسن إليه بمواهبٍ مثل سائر الرسل، ولا كان عن احتياجٍ ماديٍ، لأن الصندوق كان في عُهْدته. إذ ارتكب الخطية بجسارته وقف أمام ضميره يحاكم نفسه، فخرج مذنبًا، وعوض تقديم صلاة ندامة وتوبة مع رجاء في مخلصه، تسلَّط عليه اليأس، فسقط في خطية أبشع: عدم الإيمان بالمخلص! * "فصلاته تكون خطية". لأن الصلاة لا تكون بارة ما لم تكن بالمسيح، ليس فقط لا تمحو الخطية، بل تصير خطية... لو أنه بعد خيانته وندمه صلَّى بالمسيح لطلب المغفرة؛ ولو طلب المغفرة لكان له رجاء؛ ولو كان له رجاء لكانت له الرحمة، وبالتالي ما كان قد شنق نفسه في يأسٍ. القديس أغسطينوس * لا تدعه يدخل إلى قاعة المحكمة، بل يدخل إلى الدينونة، فإنه حيث توجد مشاورات قضائية، فيكون الأمر غير أكيد، أما إذا كانت هناك دينونة فيكون الحكم قد صدر فعلًا ونُشِرَ. "لتكن دعواه القضائية باطلة". فإن ندامة يهوذا كانت أشر من خطيته. كيف هذا؟ بأن شنق نفسه. هذا الذي خان الله صار شانقًا نفسه... لقد قاوم الرب بالأكثر بشنقه نفسه أكثر من خيانته له. كان يجب أن تكون صلاته توبة، لكنها تحوَّلتْ إلى خطية. القديس جيروم * كل مؤمنٍ بالمسيح يُمَكِّن قلبه من ذكر شر من أساء إليه، يلعن نفسه في صلاته، لأنه كلما صلَّى يمارس خطيئة. وعن مثله يقول داود النبي في المزمور: "تكون صلاته خطية" (مز 109: 7). لأنه إذا صلَّى يقول: "اغفر لي كما غفرت لمن أساء إليّ" (مت 6: 12)، وهو لم يغفر له . القديس مار أفرام السرياني * لنحذر من أن نطلب ما لا يجوز طلبه، فماذا ينفعكم لو طلبتم من الله الآب السماوي موت أعدائكم؟! ألم تسمعوا عمَّا ورد في المزمور متنبئًا عن نهاية يهوذا الخائن المؤلمة إذ يقول: "وصلاته فلتكن خطيَّة" (مز ١٠٩: ٧) فإن طلبتم الإثم لأعدائكم، فصلاتكم تكون خطيَّة عليكم . * لكن الكثيرين يسألون مالا ينبغي أن يسألوا، غير عالمين ما هو مناسب لهم. ينبغي أن يَحذر المصلي من أمريْن: ألا يسأل ما لا ينبغي سؤاله، وألا يسأل من لا ينبغي أن يُطلب منه. فينبغي أن لا نطلب شيئًا من الشيطان أو الأوثان أو الأرواح الشريرة. بل ينبغي أن نطلب كل ما نطلبه من الرب إلهنا يسوع المسيح، الله أب الأنبياء والرسل والشهداء، من أبي ربنا يسوع المسيح، من الله خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيهم. ونحذر من أن نطلب منه مالا ينبغي طلبه. فإن كان ينبغي أن نطلب الحياة ماذا ننتفع من طلبها من الأوثان التي لا تسمع ولا تنطق؟ وأيضًا ماذا ينفعكم إن طلبتم من الله الآب الذي في السماوات موت أعدائكم؟ ألم تسمعوا وتقرأوا في المزمور ما تنبئ به عن نهاية يهوذا الخائن المؤلمة إذ يقول: "وصلاته فلتكن خطية" (مز 109: 7)، فإن طلبتم الإثم لأعدائكم تكون صلاتكم خطية. القديس أغسطينوس * كيف تتجاسر على ملك الملوك ورب الأرباب أثناء الصلاة بعدم الوقوف في مكانٍ واحدٍ بأدبٍ وخشوعٍ، وتتمشى من اليمين إلى الشمال، لتنظر المارين والذاهبين؟ اعلمْ يا هذا أن صلاتك هكذا لا تُعَد صلاة، وهي التي قال عنها النبي: "صلاته فلتكن خطية" (مز 109: 7). القديس يوحنا الذهبي الفم * مَزْج بيلاطس دماء الجليليين بذبائحهم (لو 13: 1-5)، له تفسير رمزي، إذ يبدو أنه يشير إلى الذين تحت سلطان إبليس يُقَدِّمون ذبيحة دنسة، فإن صلاتهم تصير خطية (مز 109: 7). وذلك كما كُتِبَ عن يهوذا الخائن الذي في وسط الذبائح خطَّط لخيانة دم المسيح . القديس أمبروسيوس القديس جيروم* من يمارس الندامة دون إمكانية تصحيح الخطية لا ينتفع شيئًا. إن أخطأ إنسان ضد أخيه بطريقة يمكن بها إصلاح الخطأ يمكن الغفران له. أما إن بقيتْ أثار الخطية، فيصير ندمه باطلًا. هذه الحقيقة يُطَبِّقها المرتل بخصوص يهوذا الكلي البؤس، إذ يقول: "لتكن صلاته خطية" (مز 109: 7). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|