اذكر ما صنع الرب إلهك بمريم
في الطريق عند خروجكم من مصر
( تث 24: 9 )
من صفات الإنسان الروحي أنه «لا يشي بلسانه» ( مز 15: 3 ). والإنسان الكامل لا يعثر في الكلام وقادر أن يلجم جسده كله بضبط لسانه. ولا يصلح الاستخدام المزدوج للّسان في البَرَكة واللعنة «أ لعل ينبوعًا ينبع من نفس عين واحدة؛ العَذب والمرّ؟ هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتونًا، أو كرمة تينًا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماءً مالحًا وعذبًا!» ( يع 3: 10 - 12). ولقد قال السيد: «من فضلة القلب يتكلم الفم» ( مت 12: 34 ). وقال الحكيم: «كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل» ( أم 10: 19 ). لكننا للأسف نرى امرأة، ما كنا نتوقع منها ما حدث، فمن حيث عمرها، كانت قد تجاوزت التسعين، ومن حيث وصفها بين شعب الله، كانت نبية ومُرنمة. إنها مريم أخت موسى التي تكلمت على موسى، وتجاوَب هارون معها «كلام النمَّام مثل لُقم حلوة فينزل إلى مخادع البطن» ( أم 26: 22 ).