كثرة الأصحاب
إنه نموذج متكرر
«الْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ»
(أمثال18: 24).
كم من المرَّات حدث أن كان لواحد أصحاب كثيرون، وانتهت هذه العلاقات بمأساة. لا يُمكِن أن نُنكَر أهمية الأصدقاء واحتياجنا للصداقة في حياتنا، لكن نظرًا للتأثير الكبير الذي يُحدِثه أصدقاؤنا في شخصياتنا، من الضروري أن ننتبه ليس فقط لنوعية مَن نُصادِقهم، بل أيضًا لعددهم!
لكن الوحي يردف أنه «يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ». فقد يكون هناك صديق واحد وَفِيٌّ ومُخلِص وقريب منِّي جدًّا، أقرب حتى من أخي. وأظن أن كلَّ مَن تمتَّع بعلاقة شخصية بالرب يسوع، على أساس عمله الكامل على الصليب، يستطيع أن يشعر بحق أنه أصدق من كل الأصدقاء. إنه أقرب إليَّ حتى من نفسي! كثيرًا ما أتخيَّل أنني أجلس مع الرب في حديقة أو على شاطئ البحر، و“يجري حديثي معه سِرًّا ولا رقيب”. وفي مرَّاتٍ عديدة وجدتُه بقُربي؛ يفهم ما أفكر فيه حين لا يفهمني الآخرون، ويشعر بما أُحِس به عندما لا أجد مَن يَرِقُّ لحالي. وقد كان - له المجد - مُحِبًّا وصديقًا “للعشارِّين والخطاة”. كان كاملاً وقدُّوسًا في كل حياته، لكنه كان أيضًا مُتاحًا للجميع وقريبًا حتى مِن المنبوذين والمُحتَقَرين من المجتمع.