"هكذا قال الرب إله إسرائيل: كل زقٍ يمتلئ خمرًا..." [12].
رأينا في [تفسير إرميا إر 12: 6] أن الكل كانوا يسخرون بإرميا، ينادون وراءه بصوت عالٍ (أو يسخرون به قائلين: يا ممتلئ سكرًا). هذا هو منطق العالم أن كلمة الرب أو الوصية هي أفيون الشعوب، كما ادعى الشيوعيون... أو أن السلوك بالروح هو سُكر أو هروب من الواقع العملي، ولم يدركوا أن الخطية هي المسكر الذي يحطم عقل الإنسان ويفقده وعيه، فيثور ضد إخوته، بل أحيانًا ضد الوالدين أو الأبناء. الخطية خاطئة جدًا، تحطم وتهلك... لهذا حينما يقول الرب: "لا أشفق ولا أترآف ولا أرحم من إهلاكهم" [14]؛ إنما يعني أنه يسلمهم إلى شهوة قلوبهم، ويتركهم لإرادتهم الشريرة فيتحطمون، لأن الله يقدس الحرية الإنسانية ولا يُلزم أحدًا بالشركة معه. وكما يقول الرسول بولس: "لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم واظلم قلبهم الغبي... لذلك أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم" (رو 1: 21-24).