منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2023, 11:11 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى البحث عن المَلَكوت من خلال مَثَل اللُّؤلُؤَة






دعوة إلى البحث عن المَلَكوت من خلال مَثَل اللُّؤلُؤَة



مَثَل اللُّؤلُؤَة هو المَثَل السادس من أمثال مَلَكوت السماوات في إنجيل متى في الفصل الثالث عشر. ويقدِّم لنا السيد المسيح قيمة المَلَكوت وثمنه عن طريق مَثَل اللُّؤلُؤَة. فيصف هذا المَثَل إنسانًا خبيرًا يعرف قيمة اللآلئ فيفتش بجهد حتى يجد لؤلؤة غالية الثمن. وقد كانت اللُّؤلُؤَة عند القُدماء أجمل الحجارة الكريمة، وأثمنها وأكثرها إثارة للتأمّل والإعجاب.



اللُّؤلُؤَة الواحدة الغالية الثمن ترمز إلى شخص المسيح. ولا يستطيع أحدٌ أن يملك السيد المسيح، اللُّؤلُؤَة الثمينة ما لم يبعْ ما يَملك، كي يحصل على الفَرَح الذي يقدِّمه المَلَكوت. والبيع هنا ليس عملية حرفيّة، لكنه انجذاب القلب نحو الله لاقتناء المَلَكوت. ويُعلق العلاَّمة أوريجانوس " هذه اللُّؤلُؤَة التي من أجلها يترك الإنسان كل ما يمتلك ويحسبه نفاية: لكي يربح المسيح، كما عمل بولس الرَّسول " بل أَعُدُّ كُلَّ شَيءٍ خُسْرانًا مِن أَجْلِ المَعرِفَةِ السَّامية، مَعرِفةِ يسوعَ المسيحِ رَبِّي. مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ" (فيلبي 3: 8)، قاصدًا بكل الأشياء اللآلئ الصالحة، حتى أربح المسيح، اللُّؤلُؤَة الواحدة غالية الثمن". وكذلك عمل متّى العشَّار عندما دعاه يسوع ليتبعه (متى 9: 9-10)؟ وعكس ذلك الشَّاب الغَنيّ الذي سأل يسوع عن الحياة الأبديّة. لكنه غادر بوجه حزين، لأنَّه غير قادر على "بيع كل شيء" لشراء ملكوت السَّماوات، اللؤلؤة ذات القيمة الثمينة (متى 19: 16-22). ويقول الكتاب الاقتداء بالمسيح "إن حصلتَ على المسيح، فأنت غنيٌّ، وهو حَسبكَ" (الكتاب الثاني 1: 1).



تجدر الإشارة هنا أن هذا العَالَم لهُ إغراؤه وحلاوته وجذبه، ولكن إذا اكتشفنا شخص المسيح سنكتشف في الوقت نفسه تفاهة كل ملذَّات الدنيا. وكل أهل الأرض مَثَل ذلك التَّاجر الذي كانَ يطلُبُ اللُّؤلُؤَ الكريم، (متى 13: 45). انهم يطلبون الخير الأعظم لكنهم يخطئون عندما يطلبونه حيث لا يوجد، لظنِّهم إيَّاه في المال أو المراتب العالية أو زيادة العلم، وقد فاتهم انه لا يوجد إلاَّ عند الله. فمتى طلبوا الغِنى السَّماوي برغبة التَّاجر في اللُّؤلُؤَ الكريم فلا بدَّ من أنَّهم يجدونه.



يسوع هو اللُّؤلُؤَة الحقيقية الغالية الثمن، ويعلق القديس غريغوريوس الكبير قائلا "فإن قورنت تلك العذوبة التي صارت له، لا يجد لشيء ما قيمة، فتتخلَّى نفسه عن كل ما اقتنته، وتُبدِّد كل ما قد جمعت". يعلق القديس ايرونيموس "يرى في اللآلئ التي يبيعها الإنسان إنَّما هي الطرق المُتعدِّدة التي يتركها ليدخل الطريق الوحيد الذي هو المسيح. "قِفوا في الطُّرُقِ وانظروا واسألوا عنِ المَسالِكِ القَويمة ما هو الطَّريقُ الصَّالِحُ وسيروا فيه فتَجِدوا راحةً لِنُفوسِكم" (ارميا 6: 16). ويعلق القدّيس أوغسطينوس " اسهَروا على هذا الكَنْز كي تكونوا أغنياءَ داخليًّا" (العظة 34 عن المزمور 149 "الاغتناء عند الله").



ونستنتج ما سبق أن مَثَل اللُّؤلُؤَة يشبه مَثَل الكَنْز في ثلاثة أمور: عظمة قيمة الموجود، ووجوب أن يكون مُلكا خاصا بالواجد، وان يترك عند وجدانه كل شيء لأجله، إذ اعتمد شيئا واحد وهو الحصول على النفيس باي نفقة كانت. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "إنّ الشبه الذي يمكننا رؤيته بين مَثَل الكَنْز ومَثَل اللُّؤلُؤَ هو انه يجب تفضيل الإنجيل على أيّ كَنْزٍ آخر... غير أنّه يوجد أمرٌ آخر أكثر جدارة: يجب تفضيل الإنجيل بفَرَح وسرور ومن دون تردّد. يجب ألاّ ننسى أبدًا أن التّخلّي عن كل شيء في سبيل اتّباع الله هو ربحٌ أكثر ممّا هو خسارة" (عظات حول إنجيل القدّيس متّى، العظة 47).



ويختلف المَثَلان في امرين: أولا أنَّ واجد الكِنْز، وجده عن طريق الصُدفة، وواجد اللُّؤلُؤَة الكريمة كانَ يطلُبُ اللُّؤلُؤَ الكريم، وجدها بعد بذل جهده في الطلب والتفتيش. والأمر الثاني أن من وجد الكَنْز صدفة فَرَح، أمَّا تاجر اللُّؤلُؤَ لم يُذكر انه فَرَح، وذلك أن من يجد النفيس بعد البحث والطلب اقل من الذي يجده صدفة بلا طلب. فمثال الأول المرأة السامرية فإنها جاءت إلى البئر لمجرد الماء فوجدت المسيح هناك (يوحنا 4: 4-30، 39-42)؛ ومَثَلها مَثَل بولس فانه لم يقصد أن يجد المسيح في طريقه إلى دمشق (أعمال الرسل 9: 1 -9)، وأمَّا مثال المَثَل الثاني فهو المَجوس الذين أتوا من المشرق يطلبون مشاهدة الملك المولود حديثا (متى 2: 1-16). وكمثلهم الخصي الحبشي فانه وجد المسيح بقدومه إلى اورشليم للسجود ودراسة كلام الأنبياء عن المسيح (أعمال الرسل 8: 27).



يدعونا يسوع من خلال هذين المَثَلين إلى بيع كل شيء للحصول على فَرَح المَلَكوت خاصة أن المَثَلين يقعان في إطار تهديدين شديدين، التهديد الأول "يَقذِفونَ بِهم (الأَثَمَةَ كافَّةً) في أَتُّونِ النَّار، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان" (متى 13: 42)، والتهديد الآخر هو " يَقذِفونَ بِهم في أَتُّونِ النَّار. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان" (متى 13: 50). هل مَلَكوت الله هو في نظرنا الخير الأسمى الذي يفوق كل الخيرات؟



ونستنتج مما سبق، أن الكنز يمَثَل مملكة المسيح، واللُّؤلُؤَة هي شخص المسيح، من يفهم المسيح وعمل لأجله سيترك كل الماضي أي ما كان يؤمن به سابقا ليتبع المسيح. وقد كشف لنا يسوع عن ذاته بكل مَثلٍ رواه. ونحن به نمتلك الكَنْز الدَّفين ونملك اللُّؤلُؤَة الكريمة. وبسببهما قال بولس الرَّسول: "مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ (فيلبي 3: 8). وفي هذا الصدد يقول يسوع " فحَيثُ يَكونُ كَنْزكُم يَكونَ قَلبُكم" (لوقا 12: 34). وهكذا يوصيك القدّيس كيرِلُّس الاورشليمي " تسلّم الكَنْز السَّماوي... اترك الحاضر وآمن بالمستقبل" (تعليم عمادي 1,5).





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى اختيار المَلَكوت من خلال مَثَل الشَّبَكة
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | أن مَثَل اللُّؤلُؤَة يشبه مَثَل الكَنْز
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | مَثَل اللُّؤلُؤَة هو المَثَل السادس
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | يُظهر مَثَل الكَنْز قيمة المَلَكوت
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى فَرَح المَلَكوت من خلال مَثَل الكَنْز


الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024