|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا لطيف والحيرة لا شك أن من يتابع نشرات الأخبار وبرامج التوك شو في أيامنا الحالية، يدرك بشدة كم يحتاج البشر إلى رحمة الله ولطفه عليهم في هذه الأيام الصعبة؛ فما أكثر المآسي، وما أصعب المشاكل، فهناك بلاد تُدمَّر، وأهالي تُهجَر، وأصبح الشيطان يمارس هوايته في هلاك النفوس، ويتلذذ عندما يرى أطفالاً يلعبون الكرة بالرؤوس!! والحقيقة أنني كلما سمعت عظات عن لطف الله، كلما أصابتني حيرة كبيرة، فأنا لا أفهم كثيرًا المعنى الدقيق له، صحيح أننا سمعنا عن نعمة الله (التي تعطي كل خير لنا)، وعن رحمة الله (التي تمنع كل شر عنا)، وصحيح أننا نستطيع تعريف الإنسان اللطيف، أنه “الحبّوب” في أخلاقه، والمجامل لغيره، و”الكيوت” في صوره، ولكننا أمام لطف الله سنعجز عن التعريف. ومن يقرأ المواضع التي ذكرت فيها لطف الله في الكتاب المقدس، فستتضاعف عنده هذه الحيرة، لأن في أغلبها نجدها مرتبطة بالتوبة المطلوبة من الإنسان، ومنها مثلاً الآية الشهيرة عن لطف الله في رسالة رومية «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟» (رومية2: 4)، وهذا أمر عجيب!! فأنا أفهم أن لطف الله إنما يقودني إلى التسيُّب والتساهل، فكم قرأنا عن قادة عابهم اللطف واليد المرتعشة، وكم سمعنا عن أباء دمَّروا أبنائهم باللطف والتدليل، وبالتالي أصبح ضلعي الحيرة هما سؤالين؛ الأول: ما هو معنى لطف الله؟ والثاني: كيف يقودني لطف الله للتوبة؟!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت لطيف |
لله نحن وهو بنا لطيف |
شعر بطرس بالارتباك والحيرة |
إصابة كل من الفريسيين والهيرودسيين بالدهشة والحيرة |
يا لطيف |