|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اذْكُرْنِي يَا رَبُّ بِرِضَا شَعْبِكَ. تَعَهَّدْنِي بِخَلاَصِك [4]. يكشف هذا القول والعبارة التالية عن شهوة قلب رجال الله في العهد القديم، حيث يطلب كل مؤمنٍ أن يتمتع شخصيًا، لكن ليس في عزلةٍ عن شعب الله أو كنيسته. إنه يشتهي رؤية يوم الخلاص على الصليب، فيدعو هذا العمل مسرة الله بشعبه، وتعهده بخلاصه، وفرح للكل كما لكل مؤمنٍ، وخير للمختارين. إنه فيض عجيب من حب الله العملي نحو البشرية. إن كان المرتل يشتهي أن يكون مطوّبًا بحفظه للحق الإنجيلي وصنعه للبرَّ، فهذا لن يتحقق إلا بانضمامه إلى شعب الله، موضوع سروره، وذلك بافتقاد أو تعهد المخلص له. هذه الصرخة "اذكرني" قدَّمها اللص اليمين التائب، فتمتع بأبواب الفردوس المفتوحة. وهي لا تقوم على استحقاق شخصي، ولا على افتخار الإنسان بعمل ما، وإنما بالارتماء في أحضان المخلص والالتجاء إلى مراحمه العجيبة. إنه يطلب من المخلص أن يذكرهن بكونه مشتاقًا أن يكون عضوًا في شعب الله المحبوب وموضع مسرة المخلص. يرى القديس جيروم أن المرتل وقد وُلِدَ في ظل الناموس بين الشعب القديم اشتهى أن يتمتع بما يناله الشعب الجديد، حين يأتي الرب المخلص ويقيم شعبًا من العالم كله، يكون موضع رضا الرب ومسرته. "تعهدني بخلاصك"، أي افتقدني بابنك الوحيد مُخَلِّص العالم. * "تعهدني بخلاصك". هذا هو المُخَلِّص نفسه، الذي منه تُغفَر الخطايا، وتُشفَى النفوس، فتستطيع أن تحفظ الحكم (الحق) وتُمارِس البرّ... "تعهدنا بخلاصك"، أي بمسيحك. القديس أغسطينوس * كأن هذا القول من قبل الأنبياء والصديقين الذين قبل المسيح، فإنهم يتضرعون إلى الله (الآب) لكي يؤهلهم لمشاهدة تدبير تجسد ابنه الذي يُدعَى مسرة (رضا)، كما قالت الملائكة عند ميلاده: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة. وأيضًا صوت الآب الذي قال عنه: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. هذه المسرة (الرضا) يُقال عنها "تعهد" (أو افتقدني)، فقد قيل: "افتقدنا المشرق من العلا". ويقال عنها "خلاصًا"، إذ قيل "يبصر كل أحدٍ خلاص الله". الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|