الاجتهاد له عدو مشهور؛ هو الكسل، الذي لَن يأتي إلا بالعوز والاحتياج والفقر. الكسول قد يتمنى أن يفعل شيئًا ما وربما يتحدَّث عنه أيضًا، ولكنه لا يريد أن يُتعِب نفسه، لكن الحقيقة التي يُقرِّرها الوحي: «فِي كُلِّ تَعَبٍ مَنْفَعَةٌ وَكَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْفَقْرِ» (أمثال14: 23). والكسلان كثيرًا ما يشغل نفسه بأحلامِ يقظةٍ عن مشروعات يريد أن ينفذِّها ومَهَام يود أن يُنجزها، لكن يتوقف الأمر عند هذا الحد لأنه لا يريد أن يبذل جهدًا: (أمثال13: 4)، ولهذا فإن شهوته «تَقْتُلُهُ لأَنَّ يَدَيْهِ تَأْبَيَانِ الشُّغْلَ» (أمثال21: 25). والأكثر من ذلك أنه يخترع أسبابًا كثيرة ليُقنِع نفسه أن الاجتهاد مستحيل: «الأَسَدُ فِي الْخَارِجِ فَأُقْتَلُ فِي الشَّوَارِعِ!» (أمثال22: 13).