|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَوجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينة، فمضى وباعَ جَميعَ ما يَملِك واشتَراها تشير عبارة "لُؤلُؤةً ثَمينة" في الأصل اليوناني ἕνα πολύτιμον μαργαρίτην (معناها لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن) إلى الخير الأعظم الواحد ألا وهو: إمَّا مَلَكوت الله في نفس الإنسان، وإمَّا الخَلاص، وإمَّا معرفة المسيح وإمَّا المسيح نفسه، لأنَّ بالمسيح نجد كل بركات مَلَكوته. أمَّا عبارة " فمضى وباعَ جَميعَ ما يَملِك واشتَراها" فتشير إلى بيع ما نملك، بل إلى التَّخلي عن كل شيء لنحصل على الفَرَح الذي يُقدّمه المَلَكوت. كما يؤكد ذلك سفر الأمثال " إِشتَرِ الحَقَّ ولا تَبعْه وكَذا الحِكمَةَ والتًّأديبَ والفِطنَة " (أمثال 23: 23)، ويُعلق القديس إقليمنضس الإسكندري " البيع ليس عمليّة حرفيّة مظهريّة، لكنها انسحاب القلب نحو الله لاقتناء المَلَكوت السَّماوي كسرّ حياتنا". ومَن عَلم قيمة المسيح لا يُعيقه شيئًا لاتباعه"، كما يؤكِّده يسوع " مَن حَفِظَ حياتَه يَفقِدُها، ومَن فَقَدَ حَياتَه في سبيلي يَحفَظُها" (متى 10: 39). وكما أنَّ ذلك التَّاجر سعى للحصول على اللُّؤلُؤَة لنفسه وأنفق كلَّ شيء لأجل ذلك، كذلك يجب على كل إنسان أن يسعى لإدراك المسيح بالإيمان، ويعلق القدّيس أوغسطينوس " كما أنّ ثمنَ اللُّؤلُؤَة هو ذهبُكَ كذلك ثمنُ حبِّكَ للمسيح، فهو أنتَ بنَفسِكَ" (العظة 34 عن المزمور 149). ملكوت السماوات هو بمثابة كَنْز عظيمٌ ولُؤلُؤةً ثَمينة لا يكفي أن نعثر عليه بل ينبغي شراؤه واقتناؤه. والتَّاجر بحث عن اللآلئ عثر عليها واشتراها. ونحن عمّا نبحث؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|